أغرب عادات المجتمع التشادي

أحد, 03/26/2017 - 17:25
 أغرب عادات المجتمع التشادي

ينتمي المجتمع التشادي إلى عدة ثقافات، تتنوع فيه العرقيات واللغات واللهجات، الأمر الذي منحه ثراء كبيرا في العادات والتقاليد والأسماء التي يطلقها على أنواع الطعام، وأساليب التنقل وممارسات الحياة اليومية، مما قد يبدو غريبا بعض الشيء وطريفا في أحيان كثيرة، بدءا من عادات الزواج الغريبة التي تقلصت بعض الشيء ومنها ما يعرف ب " الزواج بالخطف " مرورا بأسماء بعض الأطعمة التي تعتبر "سبا وقذفا "، إذا تحدثت بها داخل المجتمع المصري مثلا، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

ويعتبر تعدد الزوجات من العادات التقليدية لدى المجتمع التشادي، وقلما تجد رجلا يكتفي بزوجة واحدة، ويمكن اعتبار أمر تعدد الزوجات عاديا، إلا أن توابع هذا الأمر هي الغريبة، فالرجل الذي يتزوج بامرأة واحدة ينظر اليه رفاقه نظرة غير مناسبة، ويكون محل سجال في الجلسات الخاصة بينهم تلقى عليه النكات والإيماءات.

وفيما يبدو تعدد الزوجات أمرا مقبولا في كثير من المجتمعات باعتباره أمرا شرعيا، إلا أن ما يسمى " الزواج بالخطف " يعتبر أمرا غريبا وعادة بدأت تتوارى في المجتمع التشادي نفسه، خاصة بعد التطور النسبي في بنية المجتمع، واتجاهه نحو المدنية والاندماج بين القبائل والعرقيات والمناطق بشكل كبير خلال العقدين الماضيين مع حلول الاستقرار، ونجاح تجربة التعايش السلمي التي أسسها الرئيس الحالي إدريس ديبي، وحرص على تكريسها منذ توليه السلطة عام 1990، بعد عقود من الاستعمار والنزاعات والحروب الاهلية.

و" الزواج بالخطف" كان سائدا في أربع قبائل هي الكرعان والزغاوة والبلالة والحجار التي تتوزع بين مناطق البلاد حيث تعتبر منطقة " سرو" و"فايا" شرق البلاد مركز قبائل الكرعان "القرعان" بينما تتركز قبائل الزغاوة الممتدة إلى السودان في منطقتي " ايرباه" و"ام جرس" شرق تشاد، وهاتان القبيلتان تعتبران من الصفوة ولذلك فان المهور تصل إلى أرقام فلكية عند الزواج، يصل المهر إلى أربعة ملايين فرانك سيفا " 100 دولار تساوي 62 ألف فرنك " فيما تتركز قبائل " البلالة " بمنطقة " فترى " شرقا، وقبائل الحجار تتركز في وسط تشاد بمنطقة "مونجو".

وتدور فكرة " الزواج بالخطف" حول أسطورة الفوز بالمحبوبة أو الخطيبة إذا تأخر أهلها في الايفاء بوعدهم وتوصيلها إلى الزوج بعد مراسم الخطوبة أو كما يسمونها " كربين راس "، حيث يقوم بالاتفاق مع أهله بترتيب عملية خطف في الشارع أو السوق، ويقوم بترتيب حفل الزفاف مع دعوة أهلها للحضور وهو ما يطلق عليه " موسكروا " باللغة التشادية وتعني حفل النهاية أو الفوز.

وتتميز طقوس " الزواج بالخطف " في قبيلة " البلالة" بنمط آخر، حيث تتم عملية الخطف بعد أن تنجب الزوجة ويبلغ المولود من العمر عامين، حيث يتم ترتيب عملية الخطف حتى تعود الزوجة بمولودها إلى بيت زوجها الذي غادرته بعد الحمل مباشرة.

ومن بين العادات الغريبة أيضا، أن دعوة الأخ إلى عرس أخته يعتبر من الأمور المعيبة في المجتمع التشادي، فلا يجوز أن يتفاخر أخ بان أخته سوف تتزوج أو يدعو أصحابه على حفل الزواج، كما لا يجوز أن يقوم بزيارة أخته بعد الزواج بشكل مستمر، إلا في الحالات الطارئة فقط، وعلى فترات متباعدة.

ومن العادات الغريبة أيضا في الزواج أن العروس بعد انتهاء كل طقوس الفرح وعقد القران، لا تنزل من سيارة موكب الزفاف إلا بعد دفع ما يطلقون عليه " رسوم النزلة "، حيث يجب أن يسدد العريس لأهلها أي مبلغ، والا تستمر داخل السيارة ولا تدخل بيت الزوجية، وفي هذه الحالة يدفع أهل العروس بأجمل فتيات العائلة ليكونوا عامل إحراج للعريس أو أهله فيدفع أكبر مبلغ ممكن حتى ترضى العروس وتنزل من السيارة.

وإذا كان هذا هو الحال في عادات الزواج والمصاهرة، فان أمر الطعام يشوبه الكثير من الطرافة والغرابة، ويبرز اللحم " بقر أو غنم أو جمل " كطعام لا يغيب عن مائدة التشاديين، رغم عدم وجود تنوع واضح في الأطعمة، بينما يبرز اسمان للطعام يعتبر ذكرهما سبا وقذفا، وهما أحد أهم الأطعمة على المائدة التشادية، النوع الأول يصنع من نوع الأشجار على هيئة " عصيدة" وتقدم معه النوع الثاني وهو شرائح من اللحم تتم صناعتها بطريقة محلية وتكون مجففة وتحتفظ بجودتها وصحتها عدة أيام، وهي أطعمة موجودة على مائدة الغني والفقير.

أما الطعام الذي يبدو تناوله غريبا في كثير من المجتمعات فهو " الجراد "، حيث يقبل عليه التشاديون بشكل كبير، وتنتشر العربات التي تقوم بطهوه وتقديمه في مختلف المناطق، حيث يتم تسويته في الماء المغلي ثم يقلى في الزيت، ويفضله التشاديون كوجبة ليلية، وهناك مقولة مشهورة عن الجراد أن " أكل الجراد نزاهة " حيث يعتبره التشاديون بديلا عن الجمبري.

وعندما بدأت عادة أكل الجراد لتواجده بكثرة في مواسم الخضرة التي يعيش عليها، استوجب الأمر صدور فتوى شرعية تؤكد عدم حرمة تناوله كطعام، فيما تبارى الأطباء في وصف فوائده للجسم، حيث يعتبره التشاديون الغذاء الأكثر صحة من حيث القيمة الغذائية، أو تصديه لسحب السموم من الجسم وعلاج الكثير من الأمراض.

القسم: