نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين
السادة والسيدات معالي الوزراء
معالي الشيخ العلامة عبدالله بن بيه
أصحاب السعادة و المعالي
السيد الوالي
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
السادة السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في بلادنا
السادة والسيدات ممثلي المنظمات الدولية
السادة أصحاب السماحة والفضيلة العلماء
السادة والسيدات
أيها الحضور الكريم
يسعدني ابتداءً، أن أرحب بكم جميعا باسم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية حيث التسامح سجيةُ مجتمعٍ ومبدأٌ أصيل لا يتغير، تأسيسًا على الإيمان بأن التعايش و التعاون و تعزيز أواصر المحبة و تقوية جسور التواصل و العمل العربي و الإفريقي المشترك، عواملَ بها يستتب السلم و تصان الدماء و تنعم الشعوب بالأمن و الأمان، فأهلا و سهلا بكم في بلدكم، موريتانيا.
كما يسرُّني أن أتوجَّه بالشّكر الجزيل لصاحب الفضيلة والسّماحة معالي الشيخ العلامة المجدّد عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، على جهده المشهود و سعيه المحمود في حقن الدماء و استقرار الأوطان و تعزيز السلم في إفريقيا و العالم أجمع.
أيها السادة والسيدات
لا شك أن تقدم الأمم و الشعوب و الحضارات رهينٌ بالأدوار التي تقوم بها الفئات النخبوية المؤثرة في تلك المجتمعات و على رأسها العلماء و الحكماء و المفكرون و قادة الرأي المستنير،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (إن العلماء ورثة الأنبياء).
انطلاقا من هذا الحديث الشريف وتأسيسا عليه، فإن المسؤولية الملقاة على عواتقكم أيها العلماء كبيرة جدا، ابتداءً من تعليم الناس شؤون دينهم، مرورا بالمحافظة على أمانة النصوص الدينية وصحة تأويلها، و انتهاءً بتصحيح المفاهيم الملتبسة و المبادرة إلى الإصلاح بين الناس في اللحظات الحرجة التي تمر فيها المجتمعات المسلمة أو الإنسانية بخطر الفتن و الحروب.
أيها السادة و السيدات
بعد تنويهي بحسن اختياركم لبلادنا كمكان لهذا الملتقى لا يسعني إلا أن أنوه أيضا بعنوان هذا الملتقى المناسب لظرفه الزماني.
فاختياركم للآية الكريمة (و أصلحوا ذات بينكم) يأتي في ظرف تعيش فيه دولة السودان الشقيقة صراعا عنيفا بين أبناء الوطن الواحد و تشهد فيه بعض المناطق في دول الساحل اضطرابات أمنية خطيرة، لذلك فهو اختيار موفق.
إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تقف إلى جانب السودان الشقيق في هذه المحنة المؤلمة التي يمرُّ بها، وتدعم كل الجهود الإفريقية و العربية والدولية لرأب الصدع و استعادة السكينة و السلام.
وفي هذا المقام نؤكد ونجدد دعوة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي أطلقها في القمة العربية الثانية و الثلاثين المنعقدة في جدة، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم و فَعَّال في جمهورية السودان و السعي إلى خلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني و التأسيس لحل سياسي شامل في هذا البلد الشقيق.
وفي سياق الحديث عن الساحل يقوم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل بجهود كبيرة لمواجه التحديات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الأمنية التي تواجهها المنطقة.
كما أنوه هنا بالتعاون بين بلادنا ودولة الإمارات الشقيقة في محاربة الغلو و التطرف، ودعم الاستقرار والتنمية، ويعتبر المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم أحد ثمار هذا التعاون الذي يجمع كلّ سنة قادة و علماء و باحثي و نشطاء المنطقة من أجل نشر ثقافة السلم و التسامح في المنطقة، و بهذه المناسبة أشيد بالدور الريادي العالمي الذي يلعبه الأشقاء في أبوظبي من أجل نشر قيم السلم و الاعتدال.
السادة والسيدات
في الختام أعلن باسم الله افتتاح أعمال الملتقى التشاوري لعلماء الساحل والسودان، وثقتنا كبيرة في أهمية ما ستتوصلون إليه من توصيات من شأنها أن تسهم في الصلح بين أطراف النزاع في دولة السودان الشقيقة وفي تجفيف منابع التطرف في دول الساحل.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته