ألقى وزير الزراعة الموريتاني أمم بيباته صباح اليوم الجمعة بكيهيدي خطابا في حفل افتتاح الحملة الزراعية 2023 ـ 2024 هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين
- السيد الوالي
- السيد رئيس المجلس الجهوي
- السيد الحاكم
- السيد العمدة
- السيد رئيس الإتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين
- السيد رئيس الإتحادية الموريتانية للزراعة
- السادة المنتخبون
- أيها السادة والسيدات
يسعدني أن أشرف معكم اليوم على انطلاق الحملة الزراعية 2023\2024 وهو الحدث الذي يكتسي أهمية قصوى، ويتنزل في مقدمة أولويات البرامج التنموية لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يولي عناية كبيرة للوصول الى الأمن الغذائي وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين . وهو ما تجلى في منح الأولوية للقطاع الزراعي في برنامجه الانتخابي، ليسترجع دوره الرائد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد حيث ساهمت الإنجازات الملموسة خلال هذه الفترة الوجيزة في توفير الظروف الملائمة لزيادة إنتاجنا الوطني وتحسين تنافسيته.
أيها السادة والسيدات،
يكتسي الاطار الزماني والمكاني لهذه الحملة دلالات يجب التوقف عندها، فمن ناحية تأتي هذه الحملة في ظرف دولي استثنائي له أثره المباشر على توفر المواد الغذائية والمدخلات الزراعية، وهو ما يؤكد بجلاء نجاعة الإستراتيجيات الطموحة التي رسمها رئيس الجمهورية والتي بدأت اليوم تؤتي أكلها. فقد اتضح أكثر من أي وقت مضى أن الأمن الغذائي يكتسي بعدا سياديا ،انتبه له مبكرا صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي تتزامن هذه الحملة مع تخليد الذكرى الرابعة لتوليه مقاليد الحكم .لقد شهدت هذه السنوات الاربعة العديد من الإنجازات طالت كل الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عرفت البلاد خلالها جوا من السكينة كما طالت البرامج الاجتماعية كل اصقاع البلد وتم انجاز مشاريع كبرى في مجال البنى التحتية والصحة وشهد التعليم تحولا جذريا وكانت المدرسة الجمهورية اكبر شاهد على هذا التحول ، وقد شكلت الزراعة هي الأخرى احد اهم اهتمامات فخامة رئيس الجمهورية حيث جعل من السيادة الغذائية هدفا لا مناص من تحقيقه وهو ما تعمل الحكومة بإشراف من معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود ، على تجسيده ضمن برامجَ تهدف الى تنمية كافة الشعب الزراعية وفي كل مناطق الإنتاج سبيلا الى الحصول على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية الأساسية .
ومن ناحية أخرى يشكل اختيار مزرعة گوركل النموذجية لانطلاق هذه الحملة اعترافا بجهود المزارعين وتجاربهم المتراكمة في زراعة محصول الأرز والزراعة الفيضية ، وتثمينا لما تتوفر عليه ولاية گورگل من موارد هامة على المستويين المروي والمطري.
أيها السادة والسيدات ،
ستشهد الحملة الزراعية 2023/2024 تنفيذ كل الإجراءات المحددة في البيان المصادق عليه في مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 20 يوليو الماضي، والتي ستنفذ طيلة أثني عشر شهرا وستشمل الأنشطة الأساسية التالية:
فبخصوص الزراعات المطرية تمت إعادة تأهيل 57 سدا و2500 حاجزا رمليا وتوفير ما يزيد على 1000 طن من البذور وكميات كبيرة من السياج والأسلاك الشائكة لحماية المزارع هذا بالإضافة الى توفير اليات ومعدات زراعية ضمن سياسة القطاع في الادخال التدريجي للميكنة الزراعية ، فضلا عن توفير مواد مكافحة الآفات الزراعية.
وفي ما يتعلق بالزراعة المروية (شعبة الأرز) ستكتمل أشغال استصلاح 6141 هكتارا بما فيها 3500 هكتار في بحيرة أركيز ، وسيتم تنظيف وشق 27 كم من المحاور المائية وقنوات الري في ولايات أترارزة ولبراكنة وگورگل ،هذا بالإضافة الى شق 29 كم من الطرق لفك العزلة عن مناطق الإنتاج وتجهيز 12 فريقا متنقلا بسيارات رباعية الدفع وتوفير عدة طائرات مسيرة وطائرة عسكرية لمكافحة الآفات الزراعية، وخاصة الطيور الآكلة للحبوب .
ودعما لزراعة الخضروات اكتمل استصلاح 523 هكتارا جديدة كما تم اقتناء 8 أطنان من البذور العادية والهجينة، و550 طنا من بذور البطاطس وتوفير 3000 طن من الأسمدة المركبة لأول مرة دعما لشعبة الخضروات.
وبخصوص شعبة نخيل التمر فقد تمت اعادة تأهيل واستصلاح 32 موقعا على مساحة 400 هكتار وتجهيزها بشبكات ري جماعية، هذا بالإضافة الى اقتناء مواد مختلفة لمكافحة آفات النخيل و 160 وحدة من المعدات الالية للتلقيح، ونعمل بالتنسيق مع بعض شركائنا في التنمية لاستجلاب 10000 فسيلة من أصناف برحي ومجهول.
وتكتسي شعبتا القمح والأعلاف اللتان تعتبران في بداية ادخالهما في المنظومة الزراعية أهمية استراتيجية في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وسيتم دعم هاتين الشعبتين من خلال اقتناء كميات من البذور والمعدات الخاصة. وفي هذا الاطار تعمل الوزارة بشراكة مع مؤسسات دولية للبحث الزراعي على ادخال أصناف ملائمة لظروف الإنتاج، ومن جهة أخرى يعكف القطاع على توجيه المستثمرين الى اعتماد زراعة القمح والاعلاف ضمن اولوياتهم .
أيها السادة والسيدات ،
بالإضافة الى ما تقدم ذكره فقد تم اتخاذ اجراءات وتدابير متعددة من شأنها الرفع من تنافسية الإنتاج الوطني وتحفيز المنتجين أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
- رفع مستوى الضريبة على بعض الخضروات المنافسة لمنتوجنا المحلي الى 39,23% خلال ذروة الانتاج في الفترة ما بين يناير وابريل، وتقليص مستوى الضريبة الى 3,53% كحد أدنى عن بعض الآليات والمعدات الزراعية والمدخلات الزراعية لتشجيع استيرادها،
- دعم الأسمدة بنسبة 37%لليوريا ومجانية 45% من الأسمدة المركبة ودعم الباقي بنسبة 55% ودعم 50% بالنسبة لأسمدة الخضروات ومبيدات الأعشاب،
- متابعة تنفيذ أشغال كهربة مناطق الإنتاج،
- تعزيز الإرشاد الزراعي من خلال اكتتاب 45 اطارا وفنيا وتوفير وسائل النقل من سيارات رباعية الدفع و دراجات نارية .
- بدء اعداد دراسة تتعلق بإنشاء آلية للتمويل والتأمين الزراعي
هذا وستستفيد المزرعتان النموذجيتان لگوركل ، على غرار المزارع الجماعية على مستوى الضفة، من إعادة جدولة مديونيتها على خمس سنوات بشرط التسوية الفورية ل 10% من هذه الديون وهو ما سيمكن المزارعين من الولوج الى القرض الزراعي، وبالتالي الدخول في الحملة الخريفية الحالية بعد غياب طويل.
ولا يسعني الا أن أذكر أن هاتين المزرعتين قد استفادتا من جملة من الأشغال ستمكن من استدامة استغلالهما، والتي من أهمها تعزيز واعادة تأهيل الجسر الصمام الذي يمثل منشأة أساسية لتسيير مياه وادي گوركل وفك العزلة عن مناطق زراعية هامة، كما تمت إعادة تأهيل الجانب الغربي الجنوبي من الحاجز الحامي للمزرعتين النموذجيتين,
أيها السادة والسيدات،
إن كل الإجراءات التي تم عرضها ستمكن من تحقيق الأهداف المرسومة للحملة الزراعية 2023/2024 والمتمثلة في استغلال مساحة اجمالية تقدر ب 389740 هكتارا وانتاج متوقع قدره 776700 طن من مختلف المحاصيل الزراعية .
و لتحقيق هذه الأهداف وانجاح هذه الحملة، ادعو كافة الفاعلين في القطاع من خصوصيين وتعاونيات وتجمعات مهنية وروابط الى تضافر الجهود وتحمل المسؤوليات المنوطة بهم للمساهمة في الوصول الى الاكتفاء الذاتي من خلال الاستغلال الأمثل للمقدرات والموارد التي يتم تسخيرها لهذا الغرض.
وفي الأخير أعلن على بركة الله الانطلاقة الرسمية للحملة الزراعية للموسم 2023/2024.
والله ولي التوفيق
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
