انتقلت موريتانيا من بلد لا ينتج سوى الحديد الخام إلى دولة تتصدر الدول المنتجة للذهب في أفريقيا، خاصة في منطقة الساحل.
واستمرت موريتانيا في إنتاج الذهب لسنوات عديدة بكميات عادية، دون أن يكون الذهب المصدر الرئيسي لثروتها الوطنية، لكن الوضع قد تغير حالياً: فبعد أن ظلت دول بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، تتصدر وحدها قائمة البلدان المنتجة للمعدن النفيس بالساحل الأفريقي، أصبح لموريتانيا اليوم حضورها الكبير في هذا المجال الحيوي.
وتؤكد المعطيات الخاصة بإنتاج الذهب أن موريتانيا تتجه لأفق جديد، ففي عام 2022 أصبح الذهب، لأول مرة في تاريخ البلاد، المنتج الرئيسي الموجه للتصدير.
وساهم منجم الذهب الواقع بمنطقة تازيازت شمال موريتانيا كثيرًا في تحقيق هذا الإنجاز، حيث بلغ إنتاج المنجم حوالي 500.000 أونصة في عام 2022.
وفي الربع الثالث، من السنة الجارية، سجلت كينروس جولد الشركة المستغلة للذهب في تازيازت إنتاجًا بلغ 171.140 أونصة من الذهب.
ولا يعود ازدهار إنتاج الذهب في موريتانيا إلى الصدفة، بل لتنفيذ السلطات خطة طموحة لاستغلال موارد الذهب بشكل أوسع وبطرق أكثر تطورا.
ورأى مشروع تازيازت النور في عام 2019؛ وبفضل هذا المشروع، زادت موريتانيا من قدراتها المحلية في معالجة منجم الذهب بنسبة 50 في المئة، الأمر الذي مكن من الوصول لسقف إنتاج بلغ 24.000 طن من الذهب يومياً.
وفي عام 2022 حدد الموقع المنجمي معيارًا عاليًا جدًا للإنتاج، وأصبح لدى موريتانيا بفضل ذلك كل الوسائل التي تمكنها من أن تتبوأ مكانة أمامية في إنتاج الذهب بمنطقة غرب أفريقيا.
وبعد أن نجحت موريتانيا في تحقيق الاستقرار، تسعى السلطات الموريتانية جاهدة لاستغلال قطاع الذهب في تحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وتتفق المصادر على أن منجم تازيازت يحتوي على احتياطي هائل من الذهب وعلى أن كنوزه لم تظهر لحد الآن، وهو ما يسمح للاقتصاد الموريتاني بالتطلع إلى مستقبل واعد بشكل كبير.