خطة ولد الشيخ للحل السلمي أمام امتحان

اثنين, 03/20/2017 - 19:20
خطة ولد الشيخ للحل السلمي أمام امتحان

مر أسبوع على اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بمعالجة الأزمة في اليمن من دون أي تغيير في المشهدين الأمني والسياسي.

عبثا انتظر إسماعيل ولد الشيخ أن يأتي الأسبوع المنصرم بمؤشرات جديدة تساعده على تخطي الصعوبات الشخصية التي يعانيها في القيام بمهمته. رفض الحوثيون التخلي عن طعنهم بحيادة في مقاربة الأزمة وتمسكوا بمطلب إقالته على الرغم من عدم استجابة الأمم المتحدة لمطلبهم. وانتظر من دون جدوى بادرة من المملكة العربية السعودية تعيد إطلاق مبادرته.

لم يحصل ولد الشيخ على توضيحات عما دار في الاجتماع بين ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب بشأن الأزمة في اليمن والذي تزامن مع موعد انعقاد الرباعية في لندن. كان عليه أن يعرف أن اجتماعه الرباعي في لندن محكوم بغياب النتائج العملية بمجرد عدم انعقاده على مستوى وزراء الخارجية.

جاء ولد الشيخ إلى باريس يبحث عن دعم مفقود أو عن مبادرة تعيد إحياء مهمته. ولكن اقصى ما يمكن أن يقدمه عهد رئاسي شارف على الأفول هو مجرد دعم شفوي لا مفعول له في تعويم خطة للسلام أفلت مصيرها من يد المبعوث الأممي المكلف بالإشراف عليها.

لقد كشفت المبادرة الأمريكية التي أعلنت قبل شهرين للحل السياسي عن قناعات أمريكية بحتمية حصول تغييرات في يمن جديد مختلف كليا عما كان عليه سابقا.

لقد نصت المبادرة الأمريكية على إعفاء الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر. ولن يبدل التراجع الأميركي النسبي عن إنهاء مهمة هادي قبل انتهاء الولاية إمن قناعة واشنطن بفشل الحرب التي قادتها المملكة العربية السعودية. والتركيز في ا لمبادرة على الانسحاب من الحدود السعودية وتسليم الأسلحة الثقيلة فيه نية واضحة بإنقاذ السعودية قبل إنقاذ اليمن .

قد يكون ترسيخ هذا التوجه من اهم نتائج لقاء ولي ولي العهد السعودية بالرئيس الأميركي. وقد يكون تسليم الأسلحة الثقيلة وهي إشارة للصواريخ الباليستية التي يمتلكها الحوثيون من النتائج التي توصل اليها اجتماع واشنطن.

قد تكون الاستنتاجات التي توصل اليها ولد الشيخ منذ اجتماع لندن رسخت القناعة باستحالة تطبيق خطة القاضية باعتماد الحل السلمي بعد وقف العمليات العسكرية لا بد قد تكون تولدت مخاوف من العودة إلى سيناريو قديم يقضي بإعادة رسم خارطة جديدة لليمن تؤدي وفقا لما نشر قبل أشهر بقسيم البلاد إلى ثلاثة أقسام

القسم الأول الجنوب سابقا وهو اهم جزء وسيوضع تحت إشراف دول الخليج. القسم الثاني يقع في المناطق الجبلية الزيدية ويكون تحت نفوذ إيران. أما القسم الثالث والأخير فيتكون من المناطق الساحلية الغربية وهذه ستوضع تحت السيطرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة.

واذا صحت هذه التوقعات فان ولد الشيخ يكون دخل عمليا في منافسة بين مشروعه للحل السلمي وبين سيناريو التقسيم ويكون اليمن أمام مرحلة جديدة من العنف ستقرر مستقبله السياسي والجغرافي

القسم: