حكاية صورة...لكن العرب لا يتعلمون منها (تفاصيل)

جمعة, 12/08/2017 - 08:13
حكاية صورة...لكن العرب لا يتعلمون منها (تفاصيل)

شن الجيش الأمريكي بأمر من الرئيس دونالد ترمب ضربة صاروخية قوية استهدفت أحد القواعد الجوية للنظام السوري، وقال مسؤول في البيت الأبيض: إن 59 صاروخًا من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري ـ كما ادعى – المتصل مباشرة بما حدث في خان شيخون.

الهجوم الذي وقع صباح اليوم جاء في الوقت الذي عاد فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من الولايات المتحدة، بعد زيارة استمرت 6 أيام التقى فيها رئيس الولايات المتحدة ترامب، وتناول اللقاء الأزمة السوريا، حيث قال السيسي عن ترامب، إنه يمتلك «فهمًا صحيحًا» للحقائق في المنطقة عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، ليتفاجأ الجميع بقيام أمريكا بضربتها الجوية ضد سوريا اليوم، حيث لم التزمت مصر الصمت تجاه ما حدث في خان شيخون والضربة الجوية التي تمت اليوم.

والموقف ذاته تكرر مع نظام صدام حسين قبل غزو العراق في 2003، فقد تسابق الجميع على نيل رضا أمريكا، في الوقت الذي ضريت فيه الأخيرة العراق التي مازالت حتى يومنا هذا تعاني في المنطقة العربية.

وتتكرر الحوادث بنفس السيناريو لكن العرب لا يتعلمون منها ولا يفقهون المغزى من ورائها، في ذلك اليوم شنت القوات الأمريكية هجومًا صاروخيًّا على سوريا، ردًّا على الهجوم الكيميائي الذي حدث في بلدة خان شيون، حيث زعمت أمريكا تورط النظام السوري به، في الوقت الذي تسابق فيه القادة العرب على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي الوقت ذاته قام ملك الأردن عبد الله الثاني بزيارة للرئيس الأمريكي، بدأت الأربعاء الماضي، حيث أعلن الديوان الملكي أن الزيارة ستتناول التركيز على تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

السيناريو ذاته تكرر مع غزو أمريكا للعراق خلال 2003، ففي الوقت الذي تسابق فيه الزعماء العرب على زيارة الرئيس جورج بوش، كان الأخير يضمر في نفسه خطة القضاء على نظام صدام، تلك الخطة التي خلفت دمارًا كبيرًا في العراق، ولم تستطيع أن تنتشل نفسها من براثن الدمار والخراب حتى يومنا هذا.

فقد ذكرت دراسة أعدها معهد الاستطلاعات البريطاني في صيف 2007 أن عدد قتلى الغزو من العراقيين بلغ حتى ذلك التاريخ نحو مليون شخص، من أصل 26 مليونًا هم سكان العراق، وبعد احتلال العراق في 9 أبريل 2003 بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق في بغداد، حيث حمى الجيش الأمريكي مباني وزارتي النفط والداخلية فقط، ومن ضمنها المخابرات العراقية، وبقيت المؤسسات الأخرى كالبنوك ومشاجب الأسلحة والمنشآت النووية والمستشفيات بدون أي حماية.

من الأماكن التي تعرضت للنهب والسلب؛ المتحف الوطني العراقي، حيث سرق من المتحف 170 ألف قطعة أثرية، وكانت بعض هذه القطع من الضخامة في الحجم بما يستحيل سرقتها من قِبَل أفراد عاديين، وبرزت شكوك على أن تكون هذه السرقة بالذات منظمة، ومن السرقات التي حصلت وكان لها دور بارز في الأوضاع السياسية في العراق، سرقة آلاف من أطنان الذخيرة من معسكرات الجيش لم يعرف أحد أين ذهبت، فضلًا عن كم المعاناة التي يئن منها الشعب العراقي حتى يومنا هذا، واليوم تظهر في الصورة سوريا وكأن الدور عليها، ترى هل تكون سوريا عراقًا جديدًا في المنطقة؟