ابتكار وتشويق وغموض وإشاعات في الانتخابات الفرنسية

خميس, 05/04/2017 - 20:39
ابتكار وتشويق وغموض وإشاعات في الانتخابات الفرنسية

مسلسل التشويق الانتخابي استمر حتى اللحظة الأخيرة في شأن المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين المرشحين الأربعاء الماضي على « فرانس 2» العامة و « تي اف 1» الخاصة. فكما هو متعارف يشترك في تقديمها وإدارة المناظرة مذيعا النشرة المسائية. لكن «شرطي الإعلام الفرنسي»، أي المجلس الأعلى للسمعي البصري احتجّ وطالب بالمساواة وبضرورة قيام رجل وامرأة بإجراء الحوار!

ساد هذه الحملة، إعلامياً على الأقل، تشنج وأقاويل وإشاعات واتهامات ولقاءات لا تحصى مع المرشحين، ولعبت الشاشة الصغيرة دوراً لا يستهان به في تكوين الآراء أو على العكس في حيرتها وكان يكفي تصريح من هنا وصورة من هناك لإشعال جدال لا يتوقف.

الفرنسيون الذين لا يكترثون في العادة بالحياة الخاصة لسياسييهم، تعرفوا إليها أكثر فأكثر، فالإعلام الفرنسي بات مثل الانغلوساكسوني في هذا المجال، ينبش في من يكون زوج من ومن تكون صديقة هذا وكيف تلاقى هو مع هي( بخاصة في ما يخص ماكرون)...

يمكن وصف الأجواء على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي بخاصة أنها كانت كـ «قطة» تينسي وليامز المتحفزة على سطح صفيح ساخن!

الفرنسيون انشغلوا بالتعليق على كل ما كان الإعلام يبثه من دون أن ينسوا اتهامه بمحاباة ايمانويل ماكرون.

وألهب فيديو من كواليس برنامج على «بي اف ام» الإخبارية الخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبره كثيرون دليلاً إضافياً على العلاقة «المميزة» التي تربط مرشح «إلى الأمام» بالإعلام. بدت في الفيديو «تحية رفاقية» بضرب الكفين بين إعلامية شـــهيرة من المحطة وبين يد أخرى قيل على الفـــور أنها لماكرون وذلك قبل اللقاء التلفزيوني معه. الحدث أثار وسائل التواصل الى درجة قيام برنامج معروف على محطة أخرى بإجراء تحريات تبين معها، أن اليد التي صافحتها الإعلامية بهذه الطريقة الودودة جداً لم تكن يد المرشح ماكرون!

وفي المقابل، فإن مارين لوبن في لقاء تلفزيوني حين سئلت عن نقطة ضعف لديها أجابت بابتسامة ذات معنى ما معناه عدم وجود أصدقاء لها في الوسط الإعلامي الفرنسي في إشارة إلى ميل الصحافيين الفرنسيين لليسار والوسط وكراهيتهم لليمين المتطرف.

سخر كثيرون على مواقع التواصل من هذا المطلب مذكرين أن المجلس لم يفطن لهذه المساواة حين أدارت إعلاميتان المناظرة الأولى بين جميع المرشحين! وحين استبدلت المحطة الصحافي بصحافية، اعترضت الجبهة الوطنية عليها بسبب «تحيزها لماكرون»، وبعد مداولات، اتفق أخيراً على إبعاد الصحافيين الرجلين واستبدالهما برئيسي قسم الأخبار في المحطتين وهما رجل وامرأة!

وعلى سيرة الإبعاد، أُبعدت إعلامية معروفة في «سي نيوز» من الظهور التلفزيوني حتى نهاية الانتخابات بسبب توقيعها عريضة تطالب بالوقوف بوجه الجبهة الوطنية، ما اعتبرته المحطة إساءة لصورتها الموضوعية في هذه الفترة الحرجة من الانتخابات.

وأخيراً، اتهم اقتصادي مؤيد لماكرون الإعلام الفرنسي بأنه يعامل ماكرون بقسوة وأنه في اللاوعي يظن أن الإعلام «سيجني الكثير من الفوائد إن فازت لوبن»، وقارنه بالإعلام والصحافة الأميركية التي لم تكن على هذه الدرجة من النشاط والحيوية قبل نجاح دونالد ترامب.

هذا ما يسمى هنا «مسرحة الحياة السياسية وسيادة سياسة العرض»!

القسم: