ولد الشيخ أحمد، يصل صنعاء، لبحث فرص التهدئة العسكرية وإنعاش السلام

اثنين, 05/22/2017 - 18:50
ولد الشيخ أحمد، يصل صنعاء، لبحث فرص التهدئة العسكرية وإنعاش السلام

أخبارالناس/ سيلتقي المبعوث الأممي، ممثلي الحوثيين والرئيس السابق حول مقترح لبناء الثقة، يتضمن الشروع في هدنة إنسانية مع بداية شهر رمضان، واحتواء التصعيد الحربي نحو ميناء الحديدة، قبيل الذهاب إلى مفاوضات جديدة في الكويت أو جنيف خلال الشهر المقبل.

جماعة الحوثيين، استبقت زيارة الموفد الدولي إلى صنعاء، بالتعبير عن عدم التفاؤل بلقاءات "عبثية" مع الأمم المتحدة، على حد وصف كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.

وقد وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ، لبحث فرص التهدئة العسكرية، والتحضير لجولة "حاسمة" من مفاوضات السلام اليمنية المتعثرة منذ أغسطس/ اب الماضي.

وقال الموفد الدولي إن الملفيْن الإنساني والاقتصادي يتصدران مشاوراته في صنعاء معربا عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وتجنيب ميناء الحديدة أية عملية عسكرية خشية المزيد من التداعيات الإنسانية.

وعلى مقربة من المطار المحظور عن الرحلات التجارية، تجمع العشرات من أنصار الحوثيين في تظاهرة رمزية تخلّلها إطلاق نار للمطالبة برفع الحصار المفروض على المطار الدولي منذ أغسطس/اب العام الماضي.

وقال عبد السلام، إن "استمرار اللقاءات مع الأمم المتحدة باتت جزءا من العبث حتى تفي بتعهداتها أو تعلن موقفا صريحا تحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه ما يفعله بحق الشعب اليمني".

محمد عبد السلام، وهو الناطق الرسمي أيضا باسم الجماعة الحليفة لإيران، اتهم الأمم المتحدة بـ"التغطية على الجرائم، وعدم الوفاء بوعودها القاطعة فيما يخص دفع مرتبات الموظفين".

وأضاف متحدث الحوثيين، أن "الحلول الكاملة والشاملة هو الخيار الثابت والدائم" لجماعته وحلفائها.

وأمس الأحد، قلل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بدوره من أهمية المشاورات مع الأمم المتحدة، داعيا المنظمة الدولية إلى رعاية حوار يمني مباشر مع السعودية.

وكان المبعوث الأممي، استهل من الرياض في العاشر من الشهر الجاري جولة جديدة في المنطقة، أجرى خلالها سلسلة لقاءات مكثفة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومسؤولين في الحكومة اليمنية وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ودبلوماسيين خليجيين وغربيين.

ويحمل ولد الشيخ أفكارا جديدة لبناء الثقة واحتواء العمليات الحربية لقوات التحالف نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر.

ومن بين المقترحات في هذا السياق، إعادة محافظة الحديدة إلى قائمة المناطق ذات الأولوية بالانسحاب إلى جانب العاصمة صنعاء، ومحافظة تعز بموجب وثيقة الحل الشامل للأزمة اليمنية، أو تسليم المرفأ التجاري إلى إدارة محايدة مقابل استئناف حركة الملاحة في مطار صنعاء الدولي لأغراض إنسانية.

ومنذ اندلاع الفصل الأخير من النزاع الدامي في اليمن أواخر مارس 2015، فشلت أربع جولات من المفاوضات في إحراز أي اختراق توافقي يضع حدا للحرب الطاحنة في البلاد والتي تسببت بواحدة من "أكبر الأزمات الإنسانية" في العالم.

هذا الحراك الدبلوماسي الجديد يأتي على وقع استمرار التصعيد الحربي الكبير في أنحاء متفرقة من البلاد وعند الحدود مع السعودية.

القوات الحكومية، أعلنت في هذا السياق عن تقدم ميداني جديد في جبهتي ميدي وحرض قرب الشريط الحدودي مع السعودية.

وقالت مصادر عسكرية، إن القوات الحكومية تمكنت بإسناد جوي وبري من قوات التحالف الذي تقوده السعودية من استعادة عديد المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات الرئيس السابق، بين مدينتي حرض وميدي في محافظة حجة شمالي غرب اليمن.

وقال المركز الإعلامي للقاعدة العسكرية الخامسة المرابطة في المنطقة، إن القوات الحكومية نجحت بعملية عسكرية واسعة في دحر الحوثيين من عدة مزارع على بعد نحو 11كم من مدينتي حرض وميدي.

وأكدت المصادر "مقتل واصابة العشرات من الحوثيين، واستعادة عدد من الأسلحة والآليات الثقيلة ومنصة إطلاق صواريخ الكاتيوشا".

لكن الحوثيين قالوا انهم تمكنوا من صدّ الهجوم الذي استمر عدة ساعات بمشاركة الطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي.

وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بسقوط قتلى وجرحى من حلفاء الحكومة بينهم جنود سودانيون، وتدمير 11 آلية عسكرية تابعة لقوات التحالف خلال التصدي للهجوم.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت في وقت سابق الشهر الجاري، أن قوات التحالف دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من القوات السودانية إلى هذه الجبهة، حيث تواجه القوات الحكومية صعوبات كبيرة في احراز اختراق ميداني للتقدم جنوبا باتجاه محافظة الحديدة، حيث يقع ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.

كما استمرت المعارك العنيفة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي عند الساحل الغربي على البحر الأحمر، حيث يواصل حلفاء الحكومة ضغوطا عسكرية للتقدم باتجاه قاعدة خالد بن الوليد، كبرى القواعد البرية الخاضعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق شرقي مدينة المخا على الطريق إلى مدينة تعز ثالث أكبر المدن اليمنية.

ودارات مواجهات شرسة خلال الساعات الأخيرة في محيط معسكر التشريفات والقصر الجمهوري شرقي مدينة تعز.

وقال حلفاء الحكومة، إن 6 مدنيين قتلوا على الأقل وأُصيب 11 آخرون بقصف مدفعي من مواقع الحوثيين على أحياء مأهولة بالسكان شرقي المدينة المضطربة منذ أكثر من عامين.

وقالت المصادر، إن الحوثيين قصفوا من مواقع تمركزهم في الحوبان والجند، أحياء صالة وثعبات شرقي مدينة تعز، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

إلى ذلك تجددت المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

وقالت مصادر إعلامية موالية للحكومة، إن الساعات الأخيرة شهدت معارك استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت قتلى وجرحى من الجانبين.

وبالتوازي مع تلك المعارك كثفت مقاتلات التحالف من غارتها الجوية على مواقع الحوثيين، ومعسكرات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق في محيط العاصمة صنعاء.

وقال الحوثيون إن 4 مدنين قتلوا بغارات جوية استهدفت سيارة في مديرية بني حشيش عند الضواحي الشرقية لمدينة صنعاء.

في الأثناء أعلنت القوات الحكومية مقتل 12 مسلحا حوثيا بغارات لمقاتلات التحالف في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب.

وشنّ الطيران الحربي خلال الساعات الأخيرة سلسلة ضربات جوية تركزت معظمها على تعزيزات ومواقع للحوثيين عند الساحل الغربي على البحر الأحمر والشريط الحدود مع السعودية وأهداف متقدمة في نجران وجازان.

واتهم الحوثيون القوات السعودية بإلقاء قنابل عنقودية على مديرية كتاف الحدودية شمالي شرقي مديرية صعده المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد.

على الصعيد الإنساني، أعلنت منظمة الصحة العالمية نيتها إرسال فريق طوارئ إلى اليمن للسيطرة على مرض الكوليرا، مع ارتفاع حالات الوفاة بالوباء الفتاك إلى 315 شخصا، وتسجيل أكثر من 29 ألف حالة إصابة مشتبهة ومؤكدة في 19 محافظة يمنية خلال نحو ثلاثة أسابيع.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مسؤول رفيع في منظمة الصحة العالمية قوله إن المنظمة الدولية أعدت خطة متكاملة لاحتواء الوباء، وتنوي إرسال فريق طوارئ على وجه السرعة إلى اليمن.

وكانت حكومة الحوثيين والرئيس السابق أعلنت الإثنين الماضي العاصمة صنعاء "مدينة منكوبة صحيا وبيئيا"، مع تدفق مئات الحالات يوميا إلى المستشفيات والمراكز الطبية التي باتت عاجزة عن استقبال المزيد من المصابين بالوباء الذي بإمكانه قتل ما نسبته 15 % من الاصابات في غضون بضع ساعات.

ووجهت السلطات الصحية في عدن وصنعاء، نداء استغاثة عاجل إلى كل المنظمات الدولية والمحلية والجهات المعنية لتدارك الوضع المتفاقم، واحتواء هذه الجائحة الواسعة التي حصدت عشرات الأرواح.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت نهاية الأسبوع من أن اليمن قد يشهد ما يصل إلى 300 ألف حالة إصابة بالكوليرا خلال ستة أشهر إضافة إلى عدد "كبير جدا" من الوفيات.

وتوقعت المنظمة الدولية أن تتراوح الزيادة في حالات الإصابة بين 200 ألف و250 ألف حالة خلال الأشهر الستة القادمة إضافة إلى الخمسين ألف حالة التي ظهرت بالفعل".

وبدأت الموجة الجديدة للكوليرا بالانتشار منذ نهاية أبريل الماضي، بعد أن حصدت الموجة الأولى في ديسمبر العام الماضي، أرواح 103 أشخاص من إجمالي 21 ألف حالة إصابة مؤكدة في 16 محافظة يمنية، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية آنذاك.

ويعيش أكثر من 7.6 مليون يمني في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا، فيما هناك نحو3 ملايين نازح معرّضون "تعرّضا خاصا" لخطر الإصابة بالوباء، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.