المخدرات و التحدي الأمني في موريتانيا(تفاصيل)

أربعاء, 05/31/2017 - 11:57
المخدرات و التحدي الأمني في موريتانيا(تفاصيل)

وكالة أخبارالناس/ بحسب معلومات  بعض المصادر المطلعة  فإن المخدرات وخاصة النوع المسمى” الحشيش” أو ما يطلق عليه محليا “الكمية” تنتشر في أوساط الأطفال في المدراس العمومية والخصوصية حيث تقوم شبكات التوزيع من مدمني المخدرات بتوصيل هذه المواد إلى المستهلكين من فئات عمرية محدده ومن أهم المستهدفين فئة “5 سنوات إلى 17 سنة ” وهي الفئة التي يركز عليها مروجي وموزعي المخدرات بموريتانيا كما تشير معطيات أمنية ومعلومات إعلامية، وبحسب تقارير أمنية و أخرى إعلامية فإن الأحياء الشعبية في مقاطعتي الرياض و عرفات وتفرغ زينه و توجنين ودار النعيم هي أكبر البؤر التي تنتشر فيها تجارة المخدرات وخلال السنوات الأخيرة عمدت الأجهزة المختصة وفق استراتيجية واضحة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وإشراف مباشر من الفريق محمد ولد مكت المدير العام للأمن الوطني إلى تطبيق خطة أمنية خاصة بمواجهة خطر المخدرات ووضع حد لشبكاته التي تتخذ من موريتانيا معبر لدول أوروبا بالإضافة إلى القبض على مروجي وممتهني بيع وحيازة المخدرات في داخل الوطن حيث قامت الإدارة العامة للأمن الوطني وأجهزتها المختصة بتنفيذ عمليات نوعية قامت خلالها بمصادرة كميات معتبرة من مختلف أنواع المخدرات كما تم اكتشاف العديد من البؤر التي كان يتخذها بعض الأجانب رفقة مواطنين موريتانيين كمخابئ لمصانع محلية لصنع الخمور وأنواع المؤثرات العقلية بغية بيعها وتوزيعها على الشباب الموريتاني وخاصة التلاميذ في المدارس في استهداف واضح لهذا المجتمع والدولة، بالإضافة إلى ما يتم اكتشافه من حين لآخر من عمليات كبرى لعصابات تهريب المخدرات  الدولية والتي حاولت عن طريق عملية تم اكتشافها في نهاية سنة 2016 إلى إدخال كمية كبيرة من الكوكايين وتم إلقاء القبض على نجل الرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله بتهم قيادة العملية الأخطر خلال السنوات الماضية والتي كانت أكبر عملية فيها طائرة المخدرات في أنواذيبو المثيرة للجدل.

وتمثل قضية انتشار المخدرات أخطر تحدي يمكن أن يواجه أي دولة بالعالم، وذلك لما تشكله المخدرات من خطر كبير على الأفراد والمجتمعات، بداية بالمعاناة الكبيرة التي يعانيها المدمن والتي تمتد آثارها لتلحق أضرارا اجتماعية واقتصادية بالمجتمع ككل، إضافة إلى ما يسببه الإدمان من ضرر نفسي وعقلي لمتعاطي المخدرات، وبحسب أحد الأطباء فإن الإفراط في تعاطي المخدرات والإدمان قد يؤدى إلى حدوث أمراض نفسية مزمنة واضطرابات عقلية إذا لم يتم معالجته في وقت مبكر.
ومن خلال تتبع الخيوط يلاحظ ورود أسماء وجهات مالية وتحديد من منطقة شمال مالي والتي تعتبر هي الأخرى محل إقامة أباطرة المخدرات في العالم وتشهد من حين لآخر عمليات تهريب للمخدرات تم استخدام طائرات كبيرة الحجم يعتقد أن العصابات تشتريها لتهبط لمرة واحدة في شمال مالي حيث يتم تفريغ حمولتها في سيارات عابرة للصحاري ويتم حرق الطائرة مباشرة بعد ذلك، وبحسب معلومات خاص تحصلت عليها الحرية.نت فإن بعض رجالات المخدرات ورؤوسها الكبيرة تنشط أيضا في بيع وتهريب الأسلحة مما جعل عصابات المخدرات والسلاح والمجموعات المسلحة في تنسيق مباشر كما أن بعض رؤوس هذه العصابات يتحرك وينشط بغطاء اجتماعي وسياسي وتجاري بين موريتانيا والجزائر وبورينافاسو وغيرها من الدول الإفريقية والعربية، إلا أن تعقيدات الملف وتداخله مع ملفات أخرى وعلاقته بمصالح دول وأجهزة استخباراتية يجعل من الخوض في ملف المخدرات مطية خطرة لا يكاد أي صحفي يحاول الخوض فيه أن يجد خيطا حتى يختفي حيث يصطدم في بحثه بأمن دول ليجد نفسه في نفق مظلم لا يمكن الخروج منه إلا بمعجزة.