انا والوقت

أربعاء, 05/31/2017 - 22:11
انا والوقت

الوقت هو الحياة كل دقيقة تمر تقربني من قبري ، والوقت هو الاطار لكل عمل للآخرة أو الدنيا وهذا وقتي بين يدي في رمضان ، هل سأجعله شهرا كغيره في الغفلة والنوم ومتابعة الاعلام وتقليب تطبيقات الهواتف ، أم أني سأعتبره فرصة وهبة عظيمة من الله وهبها لي تستحق الشكر حيث بلغني هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الاعمال وتتنزل فيه الرحمات ، الدقيقة في رمضان تقدر بالساعات في غيره فماذا انا فاعل بوقتي .

والوقت مدته كمثل دراهم     بيد الفتى يقضي بها حاجاته

هل أستطيع أن آخذ مبلغا من المال وأرميه في القمامة ؟ النقود تحصل بها على حاجاتك  ،أما دقائق رمضان فتحصل بها على جنة عرضها السموات والارض .

فالله سبحانه وتعالى نبهنا على أهمية الوقت  فلا نكاد نجد جزءا من الوقت إلا ذكره الله في كتابه مقسما به تارة ومشيرا إلى أهميته أخرى . كما كثر في القرآن ذكر وسائل الوقت :الشمس والقمر والظل . أما أجزاؤه فالليل والنهار والفجر والضحى والآصال والابكار والغدو والعشي والأسحار والساعة واليوم  والشهر والسنة والقرن أو الشتاء والصيف .

طوبى لمن عرف قيمة الوقت في هذا الشهر واستثمر فيه بالصلاة والقرآن والذكر والاستغفار ، فينسلخ عنه رمضان وقد حاز أكبر الجوائز من رب العالمين  .فهل أكون من أولئك ؟ ام أكون من الغافلين اللذين يمر عليهم رمضان كغيره من الشهور، لا يشعرون بفرق كبير .ماتت قلوبهم قبل رمضان ، وران عليها ما كانوا يكسبون ، فلم تنتفع برمضان حتى إذا ما ودعهم رمضان ودعهم ولم يغترفوا من حياضه الفياضة ، ولم يغنموا من سوقه الرابحة .

إذا أردت أن اكون من الفريق الأول فلابد من التشمير، وإجبار النفس على برنامج صارم ، ففي رمضان 720ساعة يأخذ النوم منها 7 ساعات كل يوم  على الأقل، ويأخذ العمل منها ثماني ساعات ، ويأخذ الطريق ووسائل النقل ووجبات الافطار والعشاء والسحور ثلاث ساعات إلى أربع .

سنجد أن الباقي تقريبا ست ساعات إلى خمسة ، فهل لي أن أرتب فيها الأولويات ؟وأركز على الأهم في برنامج ثابت  ؟وأنتبه إلى أوقات استجابة الدعاء عند الافطار ووقت السحر وبين الأذان والإقامة وفي السجود فأنتهز فرصة الأوقات الفضلى ولا أدعها تفر من بين يدي .

دعاء السحر والاستغفار فيه وصلاة الصبح وانتظار الاشراق أوقات لو حافظت عليه طيلة رمضان لكانت من أرجى الاعمال فيه .

كما علي أن أضع برنامجا لختمات للقرآن  ، وحفظ سور مختارة أتهجد بها وأصلى بها إن وجدت لذلك سبيلا . والذكر والدعاء  والاستغفار عملة صعبة لا تحتاج جهدا ،ولا تشغل عن عمل . كما أن الهاتف قد يساعدني في برنامج القرآن أواصل القراءة فيه في أوقات الاستراحة وفي الطريق . ولا بد من تخصيص وقت لتعلم أحكام الصوم والصلاة وإن استطعت أن يكون لي برنامجا مع التفسير أو كتابا أطالع منه كل يوم لعشرين دقيقة مثلا . ثم للأطفال وللبيت وقتهم الذي أشاركهم فيه لحظات هذا الشهر ليتعلموا تقديسه وتعظيمه وينشؤوا على تعظيم الطاعة فيه .

إلا أن أقل المستفيدين من الوقت في رمضان هن النساء المسكينات اللاتي يدخلن المطبخ لساعات متوالية تستمر إلى الغروب .لا وقت للقرآن ولا للمطالعة ولا للعبادة فتنتهي الواحدة وقد استبد بها التعب فترتمي على الفراش عاجزة أحيانا حتى عن تناول شيء من هذا الوجبات الكثيرة التي ظلت تعاسرها . فلا بد من تخفيف هذه الوجبات لتستريح المعدة وتستريح المسكينة المرأة وتجد وقتا تستفيد فيه من بركة هذا الشهر .

إذا التزمت برنامجا كهذا يمكن إخوتي أن تهنئوني بالعيد (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)

بقلم/  سيد محمد بيات