ريكس تيلرسون يطالب بالتهدئة وترامب يصعّد في أزمة الخليج

سبت, 06/10/2017 - 15:26
ريكس تيلرسون يطالب بالتهدئة وترامب يصعّد في أزمة الخليج

بدا خطاب ترامب المباشر مختلفا عن تصريحات وزير خارجيته تيلرسون، الذي طالب السعودية وحلفاءها من الدول التي فرضت حصارا على قطر بتخفيف هذا الحصار، معتبرا أنه يضر بالعمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنه دعا بالمقابل الدوحة إلى «القيام بالمزيد وبشكل أسرع» في مجال مكافحة الإرهاب.

وبعد تصريح لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون دعا فيه السعودية وحلفاءها من الدول التي فرضت حصارا على قطر إلى تخفيف هذا الحصار، معتبرا أنه يضر بالعمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، واتصال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دخل ترامب على خطّ الأزمة والاصطفاف مع مزاعم الدول التي تشارك في الحصار على قطر، بأن الدوحة «تموّل الإرهاب منذ زمن طويل»، مطالباً إياها بوقف ذلك.

وبعد شكره لـ»صديقي الملك سلمان وكل الدول التي ساهمت في تلك القمة التاريخية»، مشيرا إلى زيارته أخيرا إلى الرياض، وجّه ترامب نداءات بـ»وقف تعليم الكراهية» و»وقف القتل»، مطالبا قطر والدول الأخرى بأن تعود إلى «مجموعة الدول المسؤولة».

وقال الوزير الأمريكي في تصريح مقتضب للصحافيين إن «قطر احرزت تقدما في مجال القضاء على الدعم المالي وطرد الإرهابيين من أراضيها، لكن عليها ان تقوم بالمزيد وأن تقوم به بشكل أسرع».

وأضاف أن «الحصار يضر بالعمل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة وبالحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلف وزير الخارجية العمل على حل الأزمة الخليجية التي وصفها تيلرسون الجمعة بأنها «مقلقة للولايات المتحدة وللمنطقة وللأشخاص الكثيرين المتأثرين بها».

وتابع تيلرسون «هناك تداعيات إنسانية لهذا الحصار. نحن نرى شحا في المواد الغذائية. هناك عائلات فصلت عن بعضها عنوة وأطفال يتم إخراجهم من مدارسهم».

وتابع «نعتقد أن هذه التداعيات غير مقصودة ولا سيما في شهر رمضان المبارك هذا. ولكن هذه التداعيات يمكن معالجتها فورا».

هذا وقال متحدث باسم البنتاغون إن العمليات العسكرية الأمريكية من قطر لم تتعطل بالحصار، لكن «الوضع الآخذ في التطور يعرقل قدرتنا على تخطيط عمليات عسكرية في مدى أبعد».

وكانت الأزمة بين قطر والسعودية وحلفائها شهدت تصعيدا جديدا، أمس الجمعة، مع إصدار الدول المقاطعة للإمارة الصغيرة «لائحة إرهاب» تضم أفرادا وكيانات قالت إنها على علاقة بقطر، وإعلان الدوحة رفضها لها، داعية إلى التفاوض بوساطة خارجية.

في موازاة ذلك تواصلت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في محاولة لوضع حد للتصعيد المتواصل، في وقت بدأ وزير خارجية قطر في ألمانيا زيارة أوروبية تشمل روسيا أيضا، في محاولة على ما يبدو لاستدراج مساندة دولية في مواجهة الحملة السعودية العربية.

وبعد أربعة أيام من قطع علاقاتها مع الدوحة، أعلنت المملكة السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين تصنيف 59 شخصا و 12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها.

وقالت الدول الأربع في بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن القائمة «مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى».

وتضم اللائحة الداعية المصري يوسف القرضاوي المقرب من جماعة الإخوان المسلمين والمقيم في قطر، والليبي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج الذي لعب دورا رئيسيا في الإطاحة بنظام معمر القذافي، ورجل الدين الليبي علي محمد الصلابي، ومفتي ليبيا الصادق الغرياني، وشخصا من آل ثاني العائلة الحاكمة في قطر.

كما تضم القائمة شخصين تم سابقا تصنيفهما على أنهما ممولان للإرهاب، وكانت قطر قد اتخذت بحقهما إجراءات، بحسب تقرير سابق لوزارة الخارجية الأمريكية، هما سعد الكعبي وعبد اللطيف الكواري.

ومن بين الكيانات التي وردت في اللائحة ثلاث مؤسسات خيرية قطرية، و»سرايا الدفاع عن بنغازي» المجموعة المسلحة في ليبيا، وستة كيانات في مملكة البحرين بينها «ائتلاف 14 فبراير».

واستنكرت دولة قطر على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس، ما ورد في الإعلان، واعتبرته محاولة لخلط الأوراق وتوجيه اتهامات باطلة لتحقيق مكاسب سياسية تهدف لتشويه صورة دولة قطر أمام الرأي العام.

وفي مدينة فولفنبوتل الألمانية، التقى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نظيره الألماني سيغمار غابرييل، وعقدا مؤتمرا صحافيا ندد فيه المسؤول القطري بالقائمة التي رأى انها «جزء من سلسلة (…) اتهامات لا تستند إلى شيء».

وأكد «نحن في دولة قطر لن نتفاعل مع مثل هذه الاتهامات التي ليس لها أساس».

وذكر ان القائمة تضم أسماء أشخاص «ليس لهم علاقة بدولة قطر، ولا يعيشون في دولة قطر، وربما لم يمروا بحياتهم في دولة قطر»، وأن بعضهم «يقيمون في الدول التي أصدرت اللائحة».

وأعلنت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم أمينها العام، ستيفان دوجاريك أن المنظمة الدولية تلتزم بالتصنيفات التي تصدرها مؤسسات معنية بموضوع الإرهاب، وليس أي جهة أخرى.

وقال المتحدث إن «علاقتنا قوية مع منظمة قطر الخيرية، ولدينا مشاريع مشتركة في اليمن وسوريا والعراق».

(تفاصيل ص 10)

القسم: