عثمان جدو/ حول الأزمة القطرية ؟

أحد, 06/11/2017 - 16:25
عثمان جدو/ حول الأزمة القطرية ؟

ما إن قطعت موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر حتى سال حبر كثير وانثالت الرؤى من كل الاتجاهات.

لقد تباينت المواقف حول الأزمة القطرية من رافض لقطع العلاقات بشكل عادي ورافض باستماتة ومن مؤيد للخطوة  ومبارك لهاحد اعتبارها واجبا شرعيا وخلاصا اخلاقيا وتجليا وطنيا.

المؤيدون لقطع العلاقات يربطون الإجراء بتدخلات قطر في السياسة الخارجية لبلدان عربية آل بها ذلك إلى الدمار بعد أن كانت مضرب المثل في التقدم والتحضر

 عن طريق ما سمي بالربيع العربي!.

ومن تلك المبررات -أيضا- ارتباط السياسة الخارجية لدولة قطر بدعم التنظيمات الإرهابية ونشر الأفكار المتطرفة وإشاعة الفوضى والقلاقل؛ مما أدى إلى تمزيق دول عديدة وتخريب بنيتها التحتية وتشريد مواطنيها؛

ومن ذلك ماكشفت عنه *تايمز* حين ماربطت الأسباب المباشرة لقطع العلاقات بتلك الفدية التي قدمتها دولة قطر لتحرير أفراد من العائلة الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور واختطفوا في العراق، ودفعت الفدية إلى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا ورجال أمن إيرانيين، منها -700- مليون دولار دفعت إلى شخصيات إيرانية ومليشيات محلية تدعمها إيران لتحرير الأشخاص القطريين الذين بلغ عددهم -26- مختطف في العراق.

ويؤكد التقرير أن قطر دفعت ما يصل إلى -300- مليون دولار إلى جماعات إسلامية في سوريا؛ خاصة جماعة "فتح الشام" المرتبطة بتنظيم القاعدة؛ مقابل إطلاق سراح -50- مسلحا شيعيا كانوا بقبضتهم...

أما المعارضون لقطع العلاقات فيرون أن قطر مظلومة ومستهدفة لكونها ناصرة للشعوب الضعيفة وداعمة للديمقراطية والتحرر؛

وأن كثيرا مما يحاك ضدها هو نتاج لغيظ متولد بفعل النجاحات التنموية الكبرى التي شهدتها على مستويات عدة، منها التعليم والصحة والاستثمار الناجح.

ويرى آخرون من المؤيدين-طبعا- أن قطر أتقنت اللعبة بشرف، فحركت بالمال مياه السياسة؛ من أجل مقارعة الكبار، دعما ل(قضايا الأمة)..!

إن ما ذهب إليه هؤلاء من تأييد لقطر دافعه عندهم هو حمايتها للجهاد والمجاهدين الهاربين من بطش حكامهم؛ من الأدمغة والكفاءات التي أمتنعت عن عبادة الأشخاص، وآثرت مناصرة الإخوة الفلسطينيين المسجونين في سجنهم الكبير برعاية إسرائيلية وبمباركة ممن يحاصرون غزة اليوم بشكل خاص وفلسطين بشكل عام.

إن ضيافة قطر لقادة حركة حماس خطوة إيجابية ودعم لروح القضية الفلسطينية؛

لكن دعمها للجماعات المتناحرة في سوريا وليبيا؛ دعم لحرب كلما استمرت رحاها في الدوران؛ أججت الصراع، وأذكت الفتن وأبقت على آلة القتل تعمل بين الأشقاء.

 

لقد ذهب بعض الطارقين لهذا الموضوع إلى أن موريتانيا قطعت علاقاتها بقطر تنفيذا لإملاءات وميول خارجي، لكن شواهد كثير تفند ذلك منها:

- قطع موريتانيا لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني عكس تيار العلاقات العربية الإسرائيلية الذي اتسم بالتطبيع،

-ومنها أن موريتانيا لم تطرد سفير سوريا؛ الشيء الذي كان مطلبا ملحا عند البعض، كما ظلت عالاقاتها مع إيران قائمة؛ بالرغم من أن قطع العلاقات معها كان مطلبا هاما عند من تتهم الحكومة اليوم بتنفيذ ميولهم ومحاباتهم.

كما لم تخضع الدولة الموريتانية لطلبات فرنسا بالتدخل في شمال مالي، وكذا الحال بالنسبة لعدم مشاركتها في عاصفة الحزم التي كانت مطلبا سعوديا أو بالأحرى خليجيا؛هاما جدا، بل وقفت موريتانيا حينها عند قرارها السيادي المنبعث من الداخل الرافض للإملاءات الخارجية.

ومع هذا كله فإن العلاقات بين الدول مبنية على المصالح المشتركة التي تتحرك المواقف السياسية والعلاقات الخارجية تبعا لها