مدينة بنغازي تنفض عن نفسها مخلفات سنوات قاسية

اثنين, 06/26/2017 - 21:28
مدينة بنغازي  تنفض عن نفسها مخلفات سنوات قاسية

تعتبر مدينة بنغازي ثاني أكبر مدينة في ليبيا بعد العاصمة طرابلس ،وأكبر مدينة بالشرق الليبي،وتعيش منذ أكثر من ثلاثة سنوات ، حالة حرب في مواجهة الإرهاب وتحولت عدة مناطق منها إلى محاور للقتال تسببت في نزوح سكان تلك المناطق.وتشهد المدينة منذ اكثر من عامين معارك يومية بين قوات الجيش الليبي، والجماعات الارهابية التي استغلت الفراغ الحاصل في البلاد وغياب سلطة الدولة لتفرض سلطتها في المدينة.

عانت مدينة بنغازي كغيرها من الكثير من المدن الليبية ويلات الارهاب الذي مثل كابوسا جثم على صدر المدينة طويلا.وفي الوقت الذي حققت فيه قوات الجيش الليبي انتصارات واسعة على الجيوب الإرهابية ودكت معاقلها بدأت المدينة تنفض عن نفسها مخلفات سنوات قاسية.

ومع تواصل إنتصارات الجيش الليبي ودحره للجماعات الارهابية من أحياء بنغازي،بدأت المدينة تنفض عن نفسها غبار سنوات صعبة في عاشتها.الى ذلك،بدأت بلدية بنغازي بالتنسيق مع القوات المسلحة، الأحد 25 يونيو 2017، إزالة مخلفات الحرب من بعض الشوارع، في المناطق التي سيطرت عليها قواتهم بمحور وسط البلاد في سوق الحوت.وأكدت البلدية على صفحتها في “فيسبوك”، إزالة مخلفات الحرب وفتح الطرق في شوارع البزار وقصر حمد والحشر، لتقديم المساعدة لفرق الهندسة العسكرية لإزالة الألغام الأرضية وتسهيل الحركة داخل هذه الشوارع.

واكد عميد بلدية بنغازي المستشار عبد الرحمن العبار في تصريح لـ "بوابة افريقيا الإخبارية" أن هذه الخطوة تؤكد على التكاتف والتكامل بين أجهزة الدولة المدنية والعسكرية.وكانت بلدية بنغازي، قد شكلت في وقت سابق لجنة متخصصة من عدة جهات مدنية وعسكرية، للدخول إلى المناطق المحررة بعد سيطرة الجيش الليبي، ومباشرة فتح الطرق بها وإزالة الألغام ومخلفات الحرب ومتابعة الملف البيئي بها.

من جهة أخرى،أستقبل مطار بنينا الدولى صباح أول أيام عيد الفطر المبارك أولى رحلات العمرة القادمة من مطار جدة الدولي التابعة للخطوط الجوية الليبية وعلى متنها 155 راكب. هذا وقد عادت الطائرة الى مطار الابرق الدولي بـ44 راكباً متجهين إلى مدينة البيضاء وضواحيها.ويقع مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية، ويبعد نحو 19 كم شرقي المدينة. 

يذكر أن مطار "بنينا" شهد معارك ضارية طيلة السنوات الماضية وأعيد افتتاحه بصورة جزئية مطلع مايو/أيار الماضي، بعد أن سيطر الجيش الوطني الليبي على المنطقة بالكاملوكان المطار قد باشر فى تسيير فى أول رحلات مدنية عبره بعد توقف منذ سنة 2014 بسبب الظروف الأمنية و قد غادرت منه أول رحلة للعمرة يوم 12 يونيو الجاري و كان على متنها 150 معتمراً.

 وتأتي هذه التطورات في ظل إنتصارات الجيش الليبي على الجيوب الارهابية  في المدينة،حيث أعلنت القوات الليبية،عن تقدمها في حي الصابري،وسوق الحوت أحد المعاقل الأخيرة للجماعات المسلحة.وأكد النقيب التواتي المنفي آمر القاطع الأول أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على شارع المهدوي وسوق الحشيش الذي لم يتبق منه إلا بعض الشوارع المتفرعة منه.مشيرا في تصريحه بأنه "سيتم تمشيط المنطقة بالكامل تحسباً لاختباء بعض أفراد الجماعات الأرهابية في المنازل من أجل الفرار والعمل قائم على إزالة المفخخات والألغام التي زرعتها تلك الجماعات بشكل كبير".كما نوه المنفي بأن "منطقة البلاد منطقة عسكرية يُحذر دخول المدنيين إليها حتى يتم إعلان تحريرها من غرفة عمليات الكرامة وإزالة مخلفات الحرب منها.

ويتقدم الجيش بشكل حذر بعد تفخيخ عناصر الجماعات الإرهابية للمباني بشكل مكثف لإعاقة التقدم، حيث يجري العمل من قبل عناصر الهندسة العسكرية على إبطال المتفجرات لتسهيل تقدم الوحدات.يشار إلى أن سلاح الجو الليبي قد كثف غاراته على معاقل تنظيمي القاعدة وداعش في منطقتي الصابري وسوق الحوت في مدينة بنغازي، تقدمت على إثرها وحدات الجيش البرية إلى عمق هذه المناطق ونجحت في إزالة عدد كبير من الألغام والمفخخات.

وتأتي انتصارات الجيش الليبي في وقت أعلنت فيه جماعة "سرايا الدفاع عن بنغازي"،أنها مستعدة لحل نفسها، بعد فشلها في السيطرة على بنغازي،وهزائمها في الهلال النفطي.ونشرت وكالة "بشرى" الذراع الإعلامية للسرايا ،الجمعة 23 يونيو 2017،شريط فيديو ظهر فيه القيادي بالتنظيم مصطفى الشركسي الذي أكد الاستعداد لحل التنظيم وإحالة أمره إلى الجهات المختصة دون أن يذكرها.وتلى الشركسي البيان بحضور القياديين السابقين في تنظيم أنصار الشريعة الأرهابي فرج شكو وأحمد التاجوري وآمر الدعم والإسناد بسرايا الدفاع الذي قاد الهجوم على الموانئ النفطية في مارس الماضي ياسر الجبالي.

وقد سبق ذلك إعلان تنظيم "أنصار الشريعة" في ليبيا المرتبط بتنظيم القاعدة حل نفسه رسميا في 28 مايو الماضي بعد الخسائر الكبيرة في صفوفها، التي تكبدتها خلال حربها مع الجيش الوطني الليبي.وتتهم الولايات المتحدة التنظيم بالمسؤولية عن الهجوم على البعثة الأمريكية في بنغازي عام 2012 والذي قُتل فيه السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.كما تضعه الأمم المتحدة على قائمة الجماعات الإرهابية.

وكانت "أنصار الشريعة" خسرت قائدها محمد الزهاوي الذي قتل في نهاية 2014 في معارك ضد الجيش الليبي في بنغازي، قبل ان يزداد التنظيم وهنا مع انشقاق غالبية عناصره عنه من اجل مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية.وبعد ذلك انضم التنظيم الى مجلس شورى ثوار بنغازي وهو تحالف ميليشيات اسلامية قام بالهجوم على مواقع الجيش الليبي واحتلال مؤسسات في المدينة مثل مستشفى الجلاء كذلك قام بالهجوم ولمدة أسبوع في نهاية رمضان 2014 على مواقع الجيش ومعسكرات القوات الخاصة الليبية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ما أدى إلى عمليات نزوح كبيرة للسكان المدنيين في المناطق المجاورة لهذه المعسكرات وكذلك وقوع قتلى بين صفوف الجيش والمدنيين.

 يذكر أنه في الـ 16 من مايو/ أيار 2014،أطلق المشير خليفة حفترعملية عسكرية تسمي "الكرامة"، ضد الميليشيات الارهابية ،التي كانت  وراء تردي الوضع الأمني في بنغازي، وسلسلة الاغتيالات التي تصاعدت بالمدينة.حيث خاضت قوات الجيش الليبي حرب شوارع عنيفة.وقد أحرز الجيش الليبي إنتصارات عسكرية كبيرة،أفضت إلى توسيع مناطق سيطرته ونفوذه، حيث استعاد أغلب المناطق في بنغازي، ومنطقة الهلال النفطي،إظافة الى مناطق عدة في الجنوب الليبي.

القسم: