وراء كل لوحة حكاية

أربعاء, 06/28/2017 - 15:51
وراء كل لوحة حكاية

احتلت المرأة على الدوام مساحة حقيقية في الفن العالمي، والكثير من هذه اللوحات أثارت جدلاً، وبقيت في الخلود، كونها تروي قصص نساء دخلن متحف التاريخ بحسب المختصين.

و حضرت المرأة بقوة في الفن التشكيلي العالمي والعربي،  وتباينت بين التشكيل والتصوير والنحت، وقد عكست جمال المرأة، وحضورها الجسدي الملفت، كما عكست هموم النساء من خلال قضاياهن الحياتية، وكذلك ملامحهن الأنثوية التي برزت في الكثير من الأعمال التي تباينت من حيث الوسائط والأنماط الفنية، خاصة من خلال الوجوه التي احتلت الكثير من اللوحات.

وأبرزت العديد من اللوحات مكانة المرأة في الحياة أولاً، وفي عالم الفنانين كونها الملهمة، وضوء العشق والأيروتيك، عبر إظهار صور مكانتها في  الفن من جهة، وكذلك إبراز صورتها ورسالتها في المجتمع من جهة أخرى.

وتختلف الملامح التي تجذب الفنان، فهناك من يلتفت إلى الملامح البريئة ومنهم من يلتفت إلى السكون أو إلى الثورة في الملامح أو القوة والحدة، ولهذا فإن تجسيد الملامح يجعلها تفتح أبوابا من التأمل وأخرى من الحيرة حول فهم اللوحات.

“الجوكندا”

من هذه اللوحات، “الجوكندا” صاحبة الابتسامة المحيرة، والتي عرفت بموناليزا– دا فنشي، اللوحة التي استغرقت ثلاث سنوات بين يدي الفنان من العام 1503 وحتى العام 1506.

 

أهم ما يميز هذه اللوحة، هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة والمحيرة، التي لم يعرف لونها، هل تنتمي للسخرية، أو للذهول، أم هي علامة من علامات الحب والرضا، فمن يظن مثلاً أن فرانشيسكو زوج الموناليزا لم يقبل استلام اللوحة من دافنشي، ربما لو استلمها لضاعت، أو لبقيت على ظل جدار في بيت مضى مع الحياة.

 

 جون سنغر سارجنت

يقولون إن لكل لوحة حكاية، هذا ما تؤكده لوحة الفنان جون سنغر سارجنت، أشهر رسّام للبورتريه في زمانه، الفنان الذي كان يحلم أن يرسم لوحة تأخذه إلى عالم الشهرة والضوء وقد تحقّق له ذلك، بعد أن تعرف إلى “فيرجيني غوترو” ، وهي سيّدة مجتمع مشهورة، وبعد أن أقنعها بأن تكون “موديل” للوحته، ليرسمها بعد ذلك في وضع جانبي مثير،  وعندما أتمّ اللوحة وعرضها في صالون باريس في العام 1884، أثارت ما يشبه الفضيحة.

وصدم الناس بمكياج المرأة الشاحب، وكأنه إشارة لعلاقة جسدية،  وصُدموا أكثر لأن شريط فستانها منحسراً عن كتفها بشكل غير لائق، وقد دفع ذلك فرجيني إلى اعتزال المجتمع، بينما اضطرّ سارجنت إلى إعادة رسم شريط الكتف بعد أن انتهى المعرض، وكان يؤكد دائما على أن هذه اللوحة هي الأجمل له، وقد باع هذه اللوحة في العام 1916، إلى متحف المتروبوليتان، ولا تزال إلى اليوم من اللوحات الخالدة.

 

 بيكاسو

حملت لوحة “دورا مار” للفنان بيكاسو حكاية حب وراء خطوطها وألوانها، فقد ارتبط بيكاسو بعلاقة حبّ مع دورا مار لسنوات طويلة، فكانت هذه الشاعرة الجميلة والمصورة ملهمة هذا الفنان، تلك العلاقة العاصفة، أنتجت حالة فنية ترجمت إلى لوحات، فقد عانت مار كثيراً من مزاجية بيكاسو وعصبيته، وإيذائه لعشيقاته، وقد رسم مار بأشكال غريبة، ورغم حب بيكاسو لمار إلا أنها كانت تقول: “إن جميع بورتريهاته لي هي محض أكاذيب، كلّها صور لـ بيكاسو ولا توجد بينها واحدة تمثلني”.

إحدى صورها تلك كسرت كلّ الأرقام القياسية عندما بيعت في مزاد في لندن بمبلغ يزيد على 95 مليون دولار أمريكي، ما جعلها إحدى أغلى اللوحات في العالم.

 

فريدريك ليتون

أما الفنان فريدريك ليتون، أشيع عنه بأنه على علاقة  حبّ  مع الممثلة الإنجليزية دوروثي، حيث كان ليتون في السبعين ودين في الثامنة والعشرين من عمرها، فهو بعمر جدها، ورغم ذلك أحبها وجسدها في اللوحة البرتقالية.

فان غوخ

و المتتبع للفن لابد أن تستوقفه أعمال فان غوخ، فبعد انتهاء علاقته بغوغان،

تعرف إلى مدام جينو وكانت متزوّجة و تمتلك مقهى مشهورا، كان فان غوخ يتردّد عليه أثناء إقامته في آرل.

وكان ذلك في نفس الفترة التي قطع فيها الرسّام إحدى أذنيه، وقد رسمها عندما كان يمرّ بحالة حزن شديد بعد انتهاء علاقته بـ غوغان وبعد أن اُدخل إلى المصحّة العقلية.

وتصدّرت هذه اللوحة الصحف، العام 2006 عندما بيعت في مزاد بـ نيويورك بأكثر من 40 مليون دولار.

 

القسم: