أحفاد أبو رغال في بلادنا!!

ثلاثاء, 07/04/2017 - 16:24
أحفاد أبو رغال في بلادنا!!

جاء في كتاب "السير" لأبي إسحاق، و"التاريخ" للطبري أن للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج ، وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن عام الفيل 571م وحتى ظهور الإسلام.

أبو رغال هذا هو أول من يخون قومه مقابل أجر معلوم ولمصلحته الشخصية فهو الدليل العربي لجيش أبرهة، فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة

 وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريق الكعبة يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن نعت كل خائن لقومه بعده بأبي رغال ، وقد ثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال لغيلان الثقفي: لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رُجِمَ قبر أبي رغال!.

أنجز أبورغال مهمته مدفوعة الثمن ودلَّ أبرهة وجنوده يمتطون أفيالهم ويحملون عتادهم إلى طريق مكة لكن "القاهر فوق عباده" جعل "كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجِّيل فجعلهم كعصف مَأْكُول" ، وجني أبو رغال ما حصدت يداه ليصبح على مرِّ التاريخ رمزًا للخيانة والعمالة والنذالة، ولا ينظر له إلا باحتقار وازدراء وصار مضرب الأمثال!

ولإن دخل أبو رغال الثقفي مكة على ظهر أفيال الأحباش، ففي بلادنا اليوم رغالات كثر! نهجهم نهج أبيهم أبي رغال: فهم أحفاده ، أسماء لامعة، وشخصيات ضائعة في التمهيد لخراب البلد وتمزيق لحمته الإجتماعية كما مهد إخوانهم في الطريقة والمذهب للمستعمر الفرنسي من قبل : فقد برز هؤلاء في بلادنا منذ بداية الرحلات الإستكشافية للمستعمر الفرنسي إلى الصحراء الكبرى في بداية القرن 19 مرورا بفرض "أگزافي كبولاني" الحماية الفرنسية على موريتانيا فكان منهم "الأملاز" و "الشريك التجاري للمستعمر" و "المروج الداعم لثقافة المستعمر" و "السابح في فتوى عالم له أجر" ليخرجوا في الفترات اللاحقة من طور النمو الأول الذي تضاعفت فيه أعدادهم بشكل مهول ، إلى طور التركيب أو التحزب أو التخندق سميه ما شئت فالأسماء متعددة والجلباب هو نفس الجلباب مهما تغير لونه ، تارة نجد حفيدا لأبو رغال صاحب حزب سياسي يدعي الإصلاح وينعق بمبادىء الديموقراطية والحريّة  "رئيس مدى الحياة" من الذين إذا قيل لهم "لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"

وتارة حقوقي أو صحفي أو مدون "مگطوع أَنْعَالَه" يمتطي فيل الحداثة لهدم أسس التعايش السلمي بين مكونات مجتمع الخيمة الموريتانية ضارباً بتعاليم الدين عرض الحائط وبالأخلاق والقيم طوله ، غير آبه لإلٍ ولا ذمة ،   يبيع أمته وثرواتها مقابل جاه زائل، ومجد وَضيع!!..

يسجل المقاطع الصوتية يسب شريحة "لحراطين" ثم يرد على نفسه فيسب شريحة "البيظان" أو شريحة أخرى ليوقد نار الفتنة ويوقظها (لعنة الله عليه) "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" مستعينا على ذلك بتمويل الجبهة الخارجية من أعداء أرض المرابطين والعلماء العاملين والعباد الزاهدين ، خيب الله مسعاه ولحاه ومن والاه.

هؤلاء وأولئك -أحفاد أبي رغال- يجمعهم قاسم مشترك؛ وهو: خيانتهم للأرض ، والمجتمع.

كانوا منذ الإستقلال وحتى اليوم أذان السفارات الأجنبية التي تسمع بها وعينها التي ترى بها وكانت تقاريرهم الإستخباراتية تصل أسيادهم كل يوم وليلة ، فكانوا ولا يزالوا على نهج وسنة أبائهم الأولين وجدهم "أبو رغال".

اليوم يخرج علينا أحفاد الخائن التاريخي في ثوب جديد ، شخصيات وهيئات وأحزاب يعلنون عدم ولائهم للوطن وولائهم لغيره، يعارضون قرارا سيادياً للبلاد لأنهم يعارضون النظام ولأن القرار يستهدف من يرضعون من ثديها الفكر المأزوم صرفا ، وأنفقت عليهم لكي يستوردوا للوطن حروب "الربيع العربي" أو اللعنة التي حلت بالعالم العرب كما ينبغي أن تُسمى ، ندوات ووقفات وتدوين وتغريد وصراخ وعويل تضامناً مع قطر وسباً وشتماً وكفراً بالوطن ، وخيانة تتبعها خيانة ، حقا إن

أخطر ما جاد به هذا الزمن ، أصبحت الخيانة وجهة نظر ورأي سياسي وإديولوجيا وفكر بل وأصبح البعض الآخر يمارس فنونها في إطار الدفاع عن حقوق الإنسان ، والسعي إلى الإنعتاق عن طريق الشقاق والنفاق...

سيلعن التاريخ الخائنين وسيلعنهم اللاعنون وسيظلون جميعم أبو رغال ، وستظل موريتانيا حكومة وشعباً تحافظ على طهارة هذه الأرض والمجد الذي تركه الموريتانيون الأولين  وشيد صرحه وأتم بنيانه الآخرين حيث كانوا ولا يزالوا رواد علم ودعاة سلمٍ تضرب إليهم أكباد الإبل للتزود من علمهم وحكمتهم.

بقلم / عالي محمد بوكار