الأفارقة المهاجرون.. بين تسوية أوضاعهم في المغرب وضرب مصالحهم في الجزائر

أربعاء, 12/14/2016 - 12:50
الأفارقة المهاجرون.. بين تسوية أوضاعهم في المغرب وضرب مصالحهم في الجزائر

منح المغرب، في إطار الاستراتيجية الجديدة لتدبير الهجرة التي أطلقها سنة 2014، الإقامة القانونية ل25 ألف مهاجر غير نظامي ينحدرون من 112 دولة، وذلك خلال ثلاث سنوات، فيما حصل 680 مهاجرا على بطاقة اللجوء السياسي.

وحسب إحصائيات لوزارة الداخلية، فقد تمت تسوية الأوضاع الإدارية لـ83 في المئة من طلبات التسوية المقدمة من طرف المهاجرين غير النظاميين إلى السلطات المغربية.

وقالت الوزارة في بيان، إنه "بالنظر إلى النجاح الذي حققته المرحلة الأولى من تسوية وضعية المهاجرين، التي تمت خلال سنة 2014، أعطى العاهل المغربي، تعليماته من أجل إطلاق المرحلة الثانية لإدماج الأشخاص في وضعية غير قانونية، كما كان مقررا في نهاية سنة 2016".

وقال جان بول كافالييري ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن "المغرب حقق الأهم فيما يخص قانون الهجرة والمهاجرين وننتظر بفارغ الصبر إخراج قانون اللجوء".   وكان المغرب القريب من أوروبا، قد تحول في العشر سنوات الماضية، من بلد عبور المهاجرين خاصة من أفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا، إلى بلد استقبال واستقرار لهؤلاء المهاجرين، لا سيما مع الأزمة المالية العالمية التي تضررت منها أوروبا. 

لقد اختار العديد من مواطني بلدان أفريقية مختلفة، كالسنغال ونيجيريا ومالي والكونغو والكاميرون وكوت ديفوار، الاستقرار في المغرب، والانخراط في شتى المهن والأنشطة التجارية، سعيا إلى تأمين عمل لائق يضمن لهم سبل عيش كريم.

وفي السوق النموذجي للمدينة القديمة في الرباط، توجد العديد من المحلات التجارية للأفارقة تعرض سلعا أفريقية، ومواد غذائية، من ضمنها السمك المجفف، والخضر، والفواكه والأعشاب والمراهم والدهون، ومنظف الشعر والعطر.

وأفاد الكثير من الأفارقة المقيمين في المغرب، بأن بدء مشروع تجاري صغير في المغرب يمكن من توفير دخل، وبالتالي المساهمة بنشاط وبفعالية في النشاط الاقتصادي والتجاري بالبلاد.

وتتزامن إطلاق المرحلة الثانية من إستراتيجية تدبير الهجرة التي أطلقها المغرب واستفاد منها آلاف المهاجرين الأفارقة، حملة شعواء تقوم بها السلطات الجزائرية لترحيل آلاف الأسر الإفريقية في ظروف وصفتها منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بأنها غير إنسانية وغير أخلاقية، وذلك باستخدام القوة المفرطة التي أدت إلى جرح العديد من المهاجرين وإصابة بعضهم الإغماء نتيجة استخدام مسيلات الدموع داخل الأحياء المأهولة بالنساء والأطفال، واجبارهم على ركوب حافلات الأمن التي تقلهم إلى مخيمات خالية من وسائل العيش الكريم، سبيلا إلى ترحيلهم نحو بلدانهم الأصلية.

لقد وجد الأفارقة في نموذجي الطرد من الجزائر، والاحتضان في المغرب، درسا لن ينسوه أبدا، مفاده أن المغرب حضن دافئ للقارة السمراء التي يعتبرها عمقه الإستراتيجي الذي أسس عليه الملك محمد السادس رؤيته التي تسعى إلى تعزيز التكامل جنوب - جنوب، وانطلق منها للعودة إلى ملء مقعده الشاغر بين إخوته الأفارقة في منظومتهم الاتحاد الإفريقي.
تحليل وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية

القسم: