تعذيب وسلفيون ومخدرات في سجن لكصر

خميس, 12/22/2016 - 01:57
تعذيب وسلفيون ومخدرات في سجن لكصر

حين تنظر له من بعيد بعين محايدة ودون تحليل ولا تخيل، تقول هذه مجرد جدران صفراء سميكة منتصبة في منطقة هادئة من عاصمة غير صاخبة، جدران كجدران القلاع المحصنة ضد الاختراق والغزو، يحرسها بعض الحرس، تلك هي الصورة البعيدة للسجن المدني في لكصر.

سجن لكصر هو مرتع للحكايات والقصص، مكان يحتضن التناقض بشدة، يحاكي الواقع ويعيد تشكيله، لكل نزيل فيه قصة تشد الانتباه ولكل مكان فيه إسهام في دورة الحياة فيه وتأثير في شخوصه.

يقول المصطفى مولود وهو يستذكر تجربته في السجن: “عند دخولي للسجن كنت في حالة من الانتظار، كنت مع رفاقي لكنهم فرقونا، أنا سلمني الحرس الوطني لسيد العنبر رقم اثنين وهو أحد السجناء، استقبلني وسألني عن مشكلتي”.

قضى المصطفى وهو ناشط شبابي في السجن المدني بلكصر أربعة أشهر على خلفية قيامه بالاحتجاج على حكم بالسجن لثلاثة سنوات، صدر 14يوليو/تموز في حق الشيخ باي وهو ناشط من حركة 25 فبراير المعارضة، وقد حكم على المصطفى ورفقين له بالسجن سنتين نافذتين وعلى اثنين آخرين بالسجن سنتين غير نافذيتن، وأطلق سراح المصطفى ورفاقه بعد استئناف حكمهم.

أحاديث العنابر

يتكون السجن المدني في لكصر من مجموعة من العنابر المزدحمة بالأنفاس والزفرات والأفكار والخلفيات، بها بيوت تفصل بينها ردهات وفيها حمامات، وأكبر هذه العنابر هو العنبر رقم اثنين، وطاقة السجن الاستيعابية مائة سجين لكن عدد نزلائه أكثر من ذلك بكثير.

“السجن مخصص في الأساس للسلفيين، لكنه يضم نزلاء من سجناء الحق العام وسجناء الرأي مثل حالتي، ورغم ذلك وُضعنا مع المجرمين”، يقول جمال أحد رفاق مصطفى الذين دخلوا معه لنفس السبب، ويضيف مستغرباً “يضم السجن كذلك مجموعة من القاصرين”.

المصدر