عندما تغير "الشوكولاتة" حياة السجناء!

جمعة, 01/12/2018 - 14:05
عندما تغير "الشوكولاتة" حياة السجناء!

تصنف الدراسات العلمية الشوكولاتة على أنها حلوى للتلذذ، كونها مصدرا لرفع هرمون السيروتونين، الذي يعرف أيضا باسم (هرمون السعادة)، ويعمل على تنظيم مزاج الإنسان ومساعدته على الشعور بالراحة والهدوء.

وفي أماكن كالسجون، مأوى المجرمين والنصابين والمنحرفين عن قوانين المجتمع، حافظت الشوكولاتة على صفاتها السيكولوجية وخصائصها الطبيعة كمادة محفزة على تحسن المزاج والسلوك، لغناها أيضا بمادة الكافيين.

وقطعة واحدة من الشوكولاتة الداكنة (28.4 غرام) تحتوي على 12 ميليغرام من الكافيين المنبه للجهاز العصبي المركزي في الجسم بشكلل مؤقت، ما يجدد النشاط لدى الشخص.

وفي التقرير التالي، نرصد عدة وقائع حقيقية أثرت فيها الشوكولاتة على حياة السجناء ..

** إمبراطور مشروب الشوكولاتة

قبل 10 سنوات، كان الأمريكي برنارد مادوف (78 عاما)، يتعامل مع أكبر البنوك السويسرية، باعتباره رئيس بورصة "برنارد مادوف" الاستثمارية العملاقة، التي أسست عام 1960 .

لكن بعد اعتقاله عام 2008 لتورطه في أكبر عملية نصب استثمارية بلغت قيمتها 65 مليار دولار أمريكي، تحول "مادوف" إلى مسحوق الشوكولاته السويسري في بناء ثروته وإمبراطويتها لجديدة، ولكن هذه المرة من وراء قضبان السجن.

مستفيدا من سنوات سجنه بتهمة النصب والتي حددت عام 2009 بـ150 عاما ، و مستغلا حب السجناء للشوكولاتة، قرر "مادوف" تطبيق"ميوله التجارية" لتحقيق أقصى استفادة، بجعل مسحوق شراب الشوكولاتة الساخن سلعته الجديدة في السجن.

وفق موقع "ماركت ووتش" الأمريكي المعني بالشؤون الاقتصادية، يتعامل "مادوف" حصرا في مسحوق "سويس ميس" الأمريكي لمشروب الشوكولاتة الساخنة.

ويشتري مادوف المسحوق من مخزن السجن، حيث حصل على وظيفة فيه في فبراير/ شباط من العام الماضي، ثم يبيعه للسجناء بعد إضافة المكسب.

ويضيف "ماركت ووتش"في يناير/ كانون ثان 2017 أنّ "مادوف يشتري جميع عبوات المشروب من مخزن السجن حتى لايصبح هناك سبيل للسجناء إلا بشراء مسحوق الشوكولاته منه بسعره الجديد الذي يحدده".

ويبيع "مادوف" مشروب الشوكولاتة الساخن المضاف إليه حلوى المارشميلو بـ20 سنتا، فيما يصل سعر المشروب الخالي من السكر إلى 35 سنتا.

** حلوى الحرية

في سجن "بوستو أرسيزيو" على بعد كيلومترات من مدينة ميلانو الإيطاليا، تٌصنع أحد أشهر أنوع الشيكولاتة العالمية، وهي "دولشي ليبيرتا" وبالعربية "حلوى الحرية".

منذ أكتوبر/ تشرين أول 2010، استخدمت شركة "دولشي ليبيرتا" الخاصة، المجمع الرياضي لسجن "بوستو أرسيزو" ليكون مصنعها، واستعانت بالسجناء كعاملين في إطار برنامج مجتمعي لتأهيل أصحاب الجرائم الخطيرة، وفق ما أفادت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في أبريل/ نيسان الماضي.

ومنذ افتتاح مصنع "دولشي ليبيرتا"، تم تدريب 85 سجين على فن الطبخ والضيافة، فيما تم توظيف 25 آخرين بدوام كامل داخل المصنع، يحصل كل منهم على مرتب شهري يتراوح بين 450 يورو (541.3 دولار أمريكي) و600 يورو (721.7 دولار أمريكي)

ويضم سجن "بوستة أرسيزو" 420 سجينا، يتم اختيار 25 فقط للعمل في مصنع الشوكولاتة، وذلك يحدد وفقا لسلوك السجين.

ونقل موقع "شوكو بلوغ" المتخصص في أخبار حلوى الشوكولاتة، عن مدير السجن (لم يسمه) إنّ "من الفوائد الرئيسية للعمل في المصنع هو تأثيره على السلوك".

ويشير إلى أنه "حال إعطاء السجين فرصة العمل في مصنع الشوكولاتة، يصبح أمرا لايريد التخلي عنه، بالتالي يحاول دائما البقاء بعيدا عن المتاعب".

ويساهم عاملو مصنع شوكولاتة "دولشي ليبيرتا" من السجناء في إنتاج نحو ألف كيلوغراما يوميا من المخبوزات وحلوى الشوكولاتة، التي يتم بيعها في مختلف متاجر إيطاليا و وعبر المتاجر الإلكترونية على الإنترنت.

** معجنات عالمية

يقول زائرو سجن "دو بالازي" في مدينة بادوا الإيطالية (شمال) إنّ "رائحة الحلوى والمخبوزات هي السمة الأساسية للسجن"، منذ نقل شركة "غيوتو للمعجنات" أحد أشهر شركات المخبوزات والحلوى في إيطاليا مصنعها إليه عام 2005.

ومنذ ذلك الحين، يساهم السجناء في صناعة منتجات "غيوتو"، ـ أشهرها الشوكولاتة وكعك بانيتون الإيطالي التقليدي، الذي يتم توزيع نحو 70 ألف قطعة منه سنويا، خلال احتفالات عيد الميلاد في إيطاليا.

وتوزع "غيوتو" منتجاتها في 200 متجرا في إيطاليا، كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية بينها جائزة "أكاديمية الطبخ الإيطالية" (دينو فيلاني) عام 2010، بحسب ما أعلنت الشركة على موقعها الإلكتروني.

وتعرف "غيوتو" عن نفسها على موقعها قائلة "على مدار أكثر من 10 سنوات، انخرطت معجنات غيوتو في تدريب السجناء على فن الخبز، لاقتناعها بأن منحهم فرصة ممارسة التجارة الحقيقية، و خلق منتجات ذات جودة عالية، يوفر لهم فرصة صلبة للبدء من جديد".

** سلاح حارق

فيما تعد الشوكولاتة مصدر لسعادة الكثيرين، إلا أنها قد تتحول إلى سلاح حارق حال قرر مقتنيها استخدامها في هذا الشأن.

ويحذر خبراء من تواجد حلوى الشوكولاتة وسط السجناء خوفا من أن يستخدمها السجين ضد زملائه، بعد بإذابتها فوق الأطباق الساخنة، بحسب موقع "إنمات سورفيفر" المعني بحياة السجناء.

وتؤدي الشوكولاتة السائلة إلى حروق ضخمة كونها تحتاج إلى درجة حرارة عالية من أجل الذوبان، تقدر بما يتراوح بين 115 فهرنهايت (46 درجة مئوية) و 120 فهرنهايت (48,89) حال كانت داكنة ولا تحتوي على الحليب، بحسب التقارير المختصة في فنون الطبخ.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

القسم: