فتاة تهرب من زوجها في ليلة زفافها؟

جمعة, 03/09/2018 - 14:58
فتاة تهرب من زوجها في ليلة زفافها؟

وكالة أخبارالناس/ ليس من السهل اختراق جدران بيوت العبودية، أو انتزاع اعترافات من نساء أجبِرن على الامتثال لنزوات شاذة، إلا في حالات نادرة تنجح فيها مراكز استقبال النساء ضحايا العنف.

جنس بدون لذة، عنف وخوف وممارسات شاذة، واستجابة اضطرارية للتنفيذ .. كلها عناصر تشي بحياة عبودية في زنزانات النوم، ضحاياها زوجات يُجبرن على المضاجعة ويخضعن لشتى أنواع الاغتصاب دون ممانعة كلما نادت شهوة الزوج.

رغبات شاذة :

خديجة، وهي من بين النسوة الوافدات على مركز للاستماع للنساء ضحايا العنف، قررت كسر جدار الصمت والبوح "لهسبريس"، بعد معاناة سنتين من العنف بمختلف أنواعه؛ من ضرب وتجويع واغتصاب.

بكلمات متلعثمة وبعيون غارقة في الدموع، قالت "خديجة" : إنها شعرت مع شريك حياتها بأنها عاهرة منذ الليلة الأولى التي جمعتهما، إذ كانت مطالبة بتلبية مختلف رغباته الشاذة، على طريقة الأفلام الإباحية.

وتضيف خديجة : "تعبت من هذا الجحيم والسلوكيات الشاذة التي أثرَّت على نفسيتي، وهي أنّ عليَّ أن  أظل زوجة مطيعة خوفا من الاعتداء الجسدي.

 اليوم قررت أن أكسر جدار الخوف والهروب من هذا النفق المظلم، وتقدمت بدعوى الطلاق".

 

فرار ليلة الدخلة

لم تكن خديجة وهي في العشرينات من عمرها، تظن أن ليلة العمر قد تتحول إلى ليلة دامية بسيناريو تشاهده في الأفلام الأجنبية فقط، وهي التي اختارت أن تتزوج زواجا تقليديا بعد لقاء بوالدة زوجها في حافلة.

بعد ترتيبات لليلة عرس تقليدي حان موعد "الدخلة"، لكن تصرفات الزوج الذي كان يحرص على ممارسة الجنس مع " خديجة" قبل زفافهما جعلتها تطلب منه تأجيل ليلتهما بدعوى أنها حائض، لكن ردة فعله كانت لا تتصور، بعد أن حملها بقوة إلى الفراش، ثم حاول تكبيلها وإجبارها على المعاشرة من مكان محرم شرعا.

فصول القصة كانت غير ما يتوقعه الزوج، ولا والدته، فقد هربت "خديجة" من زنزانته السوداء عبر النافذة بملابس النوم، فقصدت الشارع إلى أن صادفت شابا، وطلبت منه مساعدتها بدعوى أنها تعرضت للاعتداء من طرف المارة، لكن المشهد تحول إلى فصول دامية في مواجهة مع الزوج بعد أن ظن أن ذلك الشاب هو عشيقها، لتنتهي قصة زواج قبل بدايته.

فراغ قانوني :

بينما شهدت المحاكم المغربية سابقة قضائية حسنة ومرجعا يدخل في إطار الاجتهاد القضائي في قضايا الاغتصاب الزوجي، إذ قضت محكمة الاستئناف بالجديدة سنة 2013 بالسجن سنتين في حق زوج يبلغ من العمر 42 سنة، بتهمة الاغتصاب الزوجي والتعنيف الجنسي في حق زوجته.

هذا الحكم خلّف فرحة كبيرة في صفوف مجموعة من الفعاليات النسائية والجمعوية والحقوقية التي تابعت فصول القضية منذ بدايتها.

وفي مقابل ذلك وجهت فاطمة مغناوي، مديرة مركز "نجدة" لاستقبال النساء ضحايا العنف، أسهُم انتقاداتها للحكومة المنتهية ولايتها، بعد تراجعها عن تجريم الاغتصاب الزوجي في مشروع قانون محاربة العنف ضد النساء.

وقالت مغناوي : "القانون الحالي الذي أخرجته الوزارة من عنق الزجاجة حول مناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة لا ينص في أي بند منه على تجريم الاغتصاب الزوجي، في وقت تشهد الظاهرة جرائم بشعة بسبب الفراغ القانوني"، مطالبة بقانون شامل يحمي النساء من كافة أشكال العنف، بما فيها الاغتصاب الزوجي.

تكتُّمٌ على الحميمية.

عزوز الطوسي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، يعتبر أن تفشي الظاهرة مرتبط بعوامل نفسية واجتماعية ومعرفية، وقال : "الرجل لازال يعتبر المرأة بضاعة يتصرف فيها وبها كما يريد، وبالتالي تكون العلاقة الزوجية غير متجانسة وتصبح فيها المرأة هي الضحية، بالإضافة إلى انعدام التربية الجنسية، والتعامل مع الموضوع باعتباره أمرا خصوصيا.

وحول رفض النساء البوح بتعرضهن للاغتصاب الزوجي يقول الطوسي : "معظم النساء لسن قادرات على تعريف السلوك، وغالبا ما يعتبرنه حقا من حقوق الزوج".

 وأضاف : "المجتمع يضغط على المرأة للتكتم على كل ما يتعلق بحياتها الحميمية وفراش الزوجية، وبالتالي تخاف من البوح بهذه الممارسات مخافة فقدان الزوج أو تعرضها لعنف من نوع آخر".

 

المصدر : هسبريس

القسم: