الأزواديون ...... عن ماذا يبحثون بالضبط ؟

ثلاثاء, 04/17/2018 - 13:55
الأزواديون ...... عن ماذا يبحثون بالضبط ؟

في كل مرة أكتب فيها عن هذه القضية أجدني غير قادر على حسم مجموعة من الأسئلة التي تتكرر في كل مرحلة ثورية إن صح التعبير، وتزيد الأسئلة صعوبة عند توقيع التسويات وما يليها.

الحقوق لا مساس بها ولا نقاش حولها :

من أهم المسلمات عندي هي الحق التاريخي المتجدد للأزواديين في  إدارة أرضهم، وأن هذا الحق ليس لأحد الحق في التنازل عنه أو التفريط فيه، بالإضافة إلى التأكيد على المظالم المتتالية التي تعرض لها الأزواديون على مر تاريخهم منذ مقاومتهم للاستعمار الفرنسي، وما تلا ذلك من التضييق على يد الحكومات المالية المتتالية.

وتأسيسا على ما سبق فإن أي نقد أو نقض أو مناقشة لا أقصد بها المساس بهاتين الحقيقتين القطعية ثبوتا ودلالة .

الثورة من أجل ماذا ؟

السؤال رغم بساطته، إلا أن الواقع على الأرض يجعل جوابه صعبا معقدا، فالجواب البديهي له هو أن الثورة تقوم من أجل الحصول على الحقوق، ولكن في الحالة الأزوادية هناك أمر لافت يحتاج إلى إعادة التفكير .

لماذا ينتقل القادة الأزواديون من أعلى سلم المطالب إلى أدناه؟

رغم استحضار كل الظروف المحيطة بأزواد إلا أن شئيا ما غير مفهوم يحدث في هذه البقعة من العالم، حيث يمكن تبرير ما حدث في غاوا بعد إعلان استقلال أزواد من أحداث دراماتيكية، لكن كيف يمكن أن نفهم النزول السريع في سلم المطالب من الاستقلال إلى الرجوع إلى المربع الأول، والتوقيع على وحدة الأراضي المالية بعد أيام من إعلان الاستقلال عنها.

ماذا حدث بالضبط ؟

أين حيز المناورة ؟

كيف تحول بلال أغ الشريف من رئيس حكومة أزواد هو والوزراء في غاوا  إلى مواطنين ماليين؟

هل كان مجبرا على إعلان الاستقلال؟

إذا لم يكن مجبرا لماذا تنازل بهذه السرعة؟

لماذا لم يقدم استقالته من القضية بالكامل هو والبقية؟

لماذا يتخذ نفس الأشخاص في فترة زمنية قصيرة جدا مواقف متناقضة؟

أعرف أن المتحمسين لشخصية بلال وهو الرجل المحبوب لن تعجبهم تلك الأسئلة ولكني وجهتها إليه باعتباره على رأس الهرم، وبالتالي فهو صاحب المسئولية.

اتفاقية الجزائر ولدت ميتة

إذا تجاوزنا أحداث غاوا وما بعدها وعدنا إلى اتفاقية الجزائر الأخيرة  فإننا نقف أمام اتفاقية تحمل الكثير من المكاسب على الورق، ولكنها تبقى حبرا على ذلك الورق لسببين:

الأول: أنها ليست الأولى الموقعة مع مالي ولم تطبق.

الثاني: أن القيادة الأزوادية غير قادرة على اتخاذ قرار حازم عند الإخلال بها.

وبالتالي فليس هناك ما يجبر الطرف المالي على الالتزام بتطبيقها.

الشعب يهتف وحيدا

لا يظهر على ساحة القضية الأزوادية من هو ثابت على المبدأ، ماض في مطالبته بحقه صابر على ما أصابه ويصيبه في سبيل ذلك غير الشعب الأزوادي.

ففي الوقت الذي يستمتع فيه القادة بالرحلات المكوكية، والاستضافات في الفنادق ذات الخمسة نجوم ويحصلون على معاملة القادة والدبلوماسيين، يعاني الشعب الأزوادي من ويلات انعدام الأمن، وانتشار الفوضى، وتحمل ظروف اللجوء الغير إنسانية.

 رغم ذلك كله لازال يهتف:

(أزواد أزواد .. مالي  "NO")

الخلاصة:

على الأزواديين أن يحددوا مشروعهم؛ لأنهم الآن جزء من مشاريع الآخرين