يقول الأستاذ علي الشرفاء: لقد سبق ونوَّهتُ في مقالات عدة بتصحيح مصطلح (الخطاب الديني) ليكون (تصويب الخطاب الإسلامي) بدلًا منه، لأنه لا بد من تحديد المقصود بأن الخطاب هو (الخطاب الإسلامي) الذي يعتمد على التفكُّر في رسالة الإسلام وهو القرآن الكريم الذي تشع آياته علمًا ونورًا، وحرية وسلامًا، وإحسانًا وتسامحًا، رحمة وعدلًا، أمانة وعبادة، تعاونًا وتكاتفًا.
الخطاب الإسلامي
ويضيف: فالخطاب الإسلامي الذي أنزله الله على رسوله الكريم في كتاب مبين لا يجدد، لأنه ليس بقديم أو تقادمت عليه القرون وأصبح مِن الضروري تجديده، فكلمات االله راسخة في الأرض والسماء تتفاعل مع الأحياء وترشدهم لطريق النور حتى قيام الساعة.
ويشير إلى أن رسالة الإسلام ستظل كما أنزلها الله على رسوله ما دامت السموات والأرض. وقد تحدى الله عبادَه فيمن تكون لديه القدرة على أن يأتي بأية مِن عنده بقوله سبحانه: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء: 88)، وقوله سبحانه: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين)َ (هود: 13).
مصطلح تجديد الخطاب الديني
ويلفت الأستاذ الشرفاء إلى أن القرآن سيظل حيًا يتفاعل مع الأحياء في كل العصور، يتبعون نور الله، ليخرجهم من ظلمات النفوس وأمراضها وتوحشها إلى نفوس راضية مطمئنة، تتنزل عليها البركات والرحمة، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ويشدد على ما سبق بقوله: من أجل ذلك، أنبه بأن مقولة (التجديد لدين الإسلام)، استهانة بعظمة كلمات الله في تكرار مصطلح لا يتفق مع عظمة الآيات في الخطاب الإلهي للناس، ولا مع هدي الله لعباده إلى طريق الخير والصلاح.
رسالة الإسلام لا تحتاج تجديد
لأن رسالة الإسلام لا تحتاج إلى تجديد، بل إعادة البحث في الخطاب الإلهي لنتبين حقيقة الرسالة ومقاصدها الخيّرة للناس جميعًا، والاعتماد الكلي على مرجعية القرآن الكريم لتخرجنا من الظلمات إلى النور، لأن المسلمين تراجعوا وتخلفوا عن ركب الحضارة الإنسانية في التقدم والتطور الذي يدعوهم إليه القرآن، والتفكر والبحث واستجلاء حقائق الكون، ليوظفوا ما أنزل الله على الناس من نعمة في خدمة الإنسان ومنفعته في الحياة الدنيا