أيها النائب المحترم تذكر جيدا بأنك في يوم السابع من مارس من العام 2017 ستتاح لك فرصة قد لا تتكرر أبدا، ففي هذا اليوم الذي سيكون له ما بعده ستكون أمام حالة فريدة من نوعها، حالة ستتيح لك وفي غمضة عين أن ترفع نفسك مكانا عليا في سلم الوطنية أو تهوي بها في الدرك الأسفل
من الذل والهوان. أيها النائب المحترم ستتاح لك في يوم الثلاثاء 7 مارس الفرصة لأن ترفع نفسك أو تذلها، ولك الخيار فماذا ستختار؟
(2)
أيها النائب المحترم في مثل هذه اللحظات الحاسمة والفريدة من نوعها سيكون أفضل شيء يمكن أن تفعله هو أن تُحَكم ضميرك، فإن ارتأيت بأن تصويتك بنعم للتعديلات الدستورية ولتغيير العلم الوطني سيجلب مصلحة لوطنك فعليك أن تصوت بنعم، وإن ارتأيت بأن ذلك التصويت سيجلب ضررا بينا لوطنك فعليك في هذه الحالة أن تصوت بلا. أيها النائب المحترم حكم ضميرك ولك من بعد ذلك أن تختار ما تشاء، والخيار لك.
(3)
أيها النائب المحترم عليك أن تعلم بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يطلب منك اليوم أن تصوت بنعم لتعديلات دستورية لا أحد يعرف الفائدة التي ترجى منها، عليك أن تعلم بأن هذا الرئيس سيدير لك ظهره بعد انتهاء عملية التصويت، وبعد أن تكون أنت قد لطخت نفسك بعار سيبقى يلاحقك أبد الدهر.
أيها النائب المحترم لك أن تسأل نفسك عندما تقرر أن تخالف ضميرك وأن تصوت بنعم لتعديلات دستورية نزولا عن رغبة الرئيس ولد عبد العزيز، لك في هذه الحالة أن تسأل عن حال أشخاص آخرين سبقوك في التفاني في تنفيذ أوامر الرئيس ولد عبد العزيز. لك أن تسأل عن حال الدكتور الشيخ ولد حرمة الذي هجر رفاقه في المعارضة وتفرغ للتهجم عليهم من خلال مقالاته، ومع ذلك فقد شطب الرئيس ولد عبد العزيز على اسمه من اللائحة الوطنية للحزب الحاكم، وذلك على الرغم من أن اسمه كان يوجد بالخانة الرابعة من هذه اللائحة. ولك أن تسأل عن حال ولد أباته وولد المُعلا اللذين تنافسا على الملكية الفكرية ل" الحركة التصحيحية"، فكان كل واحد منهما يدعي بأنه هو أول من أطلق هذا المصطلح على انقلاب 6 أغسطس 2008، فلك أن تسأل عن حال قارئ البيان الأول (ولد المعلا)، ولك أن تسأل عن حال من فتح بيته للفقراء ومن أقام لهم الولائم ليقول للموريتانيين بأنه قد أظلهم زمان "رئيس الفقراء". ولك أن تسأل من بعد ذلك كله عن حال رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي استخدم كل علاقاته للدفاع عن انقلاب 6 أغسطس، والذي أتفق المليارات من الأوقية في حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز.
أيها النائب المحترم لك أن تصوت بنعم نزولا عند رغبة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولكن عليك أن تعلم بأن حالك لن يكون أحسن من حال الدكتور الشيخ ولد حرمة ولا ولد أباته ولا ولد المعلا ولا ولد بوعماتو ولا من حال آخرين لا يتسع المقام لتعداد أسمائهم لفظهم النظام القائم وذلك بعد أن انتهى عمرهم "الاستغلالي".
(4)
أيها النائب المحترم إني أعلم بأنك قد تقول بأن هذا كلام معارضة، ولذلك فإني سأختم هذا البرقيات السريعة ببرقية خاصة تتضمن كلمات جاءت من أشخاص موالين لا أحد يستطيع أن يشكك في موالاتهم، أو من أشخاص آخرين لم يعرفوا سابقا بإبداء الرأي في قضايا الشأن العام، ولكنهم على الرغم مما عرفوا به من صمت، إلا أنهم في هذه المرة لم يستطيعوا أن يواصلوا صمتهم، وذلك لأنهم أدركوا خطورة المرحلة، وأدركوا المخاطر التي ستترتب على تغيير العلم وعلى تمرير تعديلات دستورية غير توافقية تمس من ثوابت الوطن.
ـ "أعتقد -والله أعلم- أنه لا مسوغ ولا مبرر لتغيير العلم الوطني، وأن في ذلك من الضرر، والخطر، ما يفوق أي مصلحة، لو قدر وجودها أصلا. ما لم يقع على ذلك إجماع وطني كامل صريح غير سكوتي؛ لأن القضية ليست شأنا من شؤون تسيير الدولة، يقبل فيه اختلاف الاجتهادات، ولا نظما إدارية تحتمل التقلبات و التغييرات. فالعلم ثابت من ثوابت الدولة، لا ينبغي أن تطاله يد التغيير، ولا أن تتطاول عليه طموحات التبديل."
الفقيه والوزير السابق للتوجيه الإسلامي إسلم ولد سيد المصطف
ـ " وليس الوصول إلى تغيير بعض الرموز الوطنية (العلم والنشيد) هو الأولوية التي يجب أن تدفعنا إلى المزيد من التوتر والتأزيم في جو من عدم التوافق والاختلاف الذي قد يشكل وقودا لأزمات- لا قدر الله - ستخرجنا من دائرة التحكم في الأوضاع إلى مآلات غير محمودة العواقب."
سنية منت سيدي هيبه وزيرة سابقة
ـ "وهي مبادرة في منتهى الخطورة حيث أن العلم يمثل رمزا للوطن، وتعديل علم دولة مثل موريتانيا بعد أزيد من 56 سنة من استقلالها يشكل تهورا غير مسبوق."
التجاني ولد عبد الكريم سفير سابق
ـ "إنه يجب رفض تغيير هذه الرموز، وأطالب الرئيس والوزراء والمسؤولين بحماية العلم والنشيد الوطنيين من التغيير."
أحمد محمود ولد المصطفى النائب السابق لإمام الجامع الكبير
ـ "نظرا لهذا التشخيص ، أتوجه إلى منتخبي الوطن لأتقاسم معهم قراءتي للوضع الحالي للبلد التي أجدها مقلقة أكثر من النقاط التي سيجتمعون حولها لمراجعة الدستور."
محمد خونا ولد هيداله رئيس سابق
حفظ الله موريتانيا..
بقلم/ محمد الأمين ولد الفاضل