بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل أمر المؤمن كله له خير، إن أصابته ضراء فصبر لكانَ خيرا له وإن أصابته سراء فشكر لكان خيرا له؛ وصلى الله على القائل:{ من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه اللهُ حلةً خضراء يجبر بها }. وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين، وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد ؛
فقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى ظهر اليوم نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى فضيلة السيد الشريف: الشيخ عبيد الله القادري الحسيني شيخ سجادة الطريقة القادرية البريفيكانية العلية ونقيب السادة الأشراف في الشرق الأوسط رحمه اللهُ تعالى، الذي وافاه الأجل المحتوم ليلة البارحة، وبهذه المناسبة الأليمة التي ألمت بتلك الأرومة الطيبة والدوحة العريقة، فإنه لا يسعنا إلا نرفَع – باسم الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب أفريقيا الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه وأتباع الطريقة في شبه المنطقة- أخلص التعازي القلبية وأصدق معاني المواساة في هذه المصيبة العظيمة والخسارة الجسيمة إلى ذوي الفقيد خاصة والطريقة القادرية عامة، ومن خلالهم لجميع قرابة الشيخ ومريديه ومحبيه في سوريا والشرق الأوسط، والمسلمين في العالم أجمع على حد السواء.
وعملًا بقوله الله تعالى في محكم كتابه:( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )، وتأسيًا بقوله جل من قائل:(( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )). فإننا نلتمس في خلف الفقيد الكريم استشعارَ قرب رحمات الله تعالى في مثل هذه المواقف ومثل هذه المِحَن، حتى نرضى بقضاء الله وقدرِهْ ونفوض الأمر له ابتغاءً لثوابه وأجرِه، فقد قال تعالى:( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ). فلتصبروا هذا المصاب الجلل، ولكم عند الله تبارك وتعالى الأجر والثوابْ وللفقيد النجاة في المنقلب والإيابْ، { فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }، دون أن ننسى الإشارة إلى ما كان يجمع الفقيد بشيوخ الطريقة القادرية الفاضلية من علاقات طيبة، أسسها أكثر من أن تحصى، وقوامها التربية الروحية والمحبة في الله تعالى.
غفر الله تعالى لميتكم وأجاركم في مصيبتكم واخلفكم خيراً منها…اللهم ارحمه اغفر له واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس… اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله … اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار… اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ، كبيرنا وصغيرنا… اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفاه على الإيمان… اللهم بوِإ فقيدنا فسيح الجنان وألهم ذويه الصبر والسلوان؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-نواكشوط: 01 – 01- 2024 .
-الناطق باسم الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، السَيّد: الشيخ الطالبْ بويَ بن الشيخ آيَّاهْ.