لا يغرنك المبنى الأنيق و لا الأنوار الموقدة في كل زاوية و لا قطع الرخام الفاخرة المتراصة بانتظام هناك .
عما قريب ينجلي عجاج المجاملات و تحين لحظة المكاشفة ٫ عندها يتبين أن تحت الرخام الفاخر تذمرا و بين الأنوار الموقدة غضبا و أن الشيطان يكمن في التفاصيل .
تأمل قليلا ترى أن بعض الأشياء من حولك عناوين فقط و أن الحقيقة ما ترى لا ما - ربما - قد سمعت .
دع المباني و دقق في المعاني و اسأل الناس عن واقع الحال ؟!
إسأل عن من لا بواكي لهم و لا ظهير و لا متصل يصادع عنهم ؟!
إسأل عن رجال و نساء أفنوا أعمارهم هناك يحفرون في الصخر بحناجرهم و أيديهم ثم ركٖنوا على الرف فجأة دون سبب واضح ؟!
إسأل عن ذوي الحظوة السرمدية كأنما هم ( جذيلها المحكك و عذيقها المرجب ) و البقية غير معنية بالأمر ؟!
إسأل عن المنسيين في الداخل بين جدران منزوعة الإمكانيات و الصلاحيات و التأثير ٫ المجردين من كل وسيلة ؟!
إسأل عن كل ذالك و غيره كثير و كثير تكتشف أنك أمام نازلة تحتاج رأي حكيم و فكر فهيم و حزم و حسم زعيم .. أتمنى لكم التوفيق .
محمد المختار تديه/ كاتب صحفي