ثمة مظاهر عامة لا نلقي لها بالا بل نتجاهلها عن قصد وهي في واقع الأمر غاية في الأهمية إذ إنها تعطي للزائر الذي لا يعرف بلدك، أو لم يقرأ عنه من قبل صورة ستبقى معه مخزنة في ذاكرته، فإن كانت هذه المظاهر حسنة فعلى نمطها تنبني تلك الصورة وإن كانت سيئة فستكون هي سيئة كذلك .
مشكلة هذه الصورة انها تبقى عالقة في الذهن وسيكون صاحبها سفيرا لك في مستقبل أيامه .
وهذا السفير سيحاول حسبما يتاح له من فرص أن يقدم تلك الصورة لكل من يلتقي به، وإن أتيحت له فرصة إعلامية سيستميت في توصيلها. وهنا الكارثة الحقيقية..
إذن انت من يحدد كيف سيكون نمط تلك الصورة فاختر لنفسك ولبلدك .
إن أحسنت فلك وإن أسأت فعليك.
وفي الحالة الأخيرة تكون قد قد اقترفت جرما كبيرا في حق وطنك.
من هذه المظاهر المشينة وهي كثرة عدم الالتزام بضوابط السير.
من يتجول في العاصمة اليوم ينتهي به المطاف في إرهاق لا مثيل له وتوتر قاتل نظرا لما يعرض له من مظاهر فوضوية في المرور .
أعصابك ستكون من فولاذ وإلا فسيقتلك التعصب لكثرة المضايقات وفي أحايين كثيرة تصل تلك المضايقات الناجمة عن عدم التقيد بنظام المرور لحد تعريضك للخطر. كثيرون هم الذين يسيرون بسرعة خيالية وسط المدينة غير مبالين بالزحمة.
هذه مظاهر مدنية مرتبطة كل الارتباط الوثيق بمدى النموذج الحضاري للبلاد وعلينا أن نكون يقظين جدا اتجاهها لأنها مرآة تعكس قيم الشعب ومظاهر الحياة في الدولة وعلى أساسها تنبني قناعة الآخر عنا.
قد لا نخوض كثيرا في هذا لأنه بين، لا يحتاج إلى دليل، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى جهد جهيد لإقناع المواطن به.
علينا أن نجيد تقاسم الطريق وفقا لقيم الأخلاق المدنية وقيم ديننا اولا الذي ينظم الحياة ولا يترك شيئا للعشوائية والفوضى.
إن حق الوطن علينا أن نقدمه للآخر، الضيف السائح وأصحاب المهام من الدول الأجنبية أحسن تقديم.
و ليس الوطن وحده وإنما علينا أن نكون سفراء لديننا الذي يحض على الأخلاق والقيم النبيلة بعيدا عن الفوضوية.