عندما يتحدث رئيس الجمهورية فإننا نسمع صوت الشعب، وضمير الأمة، والكلمة الفصل؛ فالمواطن الأول يمثل أكبر شرعية في البلاد، وأعلى سلطة في الدولة، خولتها له الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين في اقتراع حر ومباشر، وجسدتها إنجازاته الشاهدة التي مدت آلاف الطرق المعبدة وشبكات المياه والخدمات الصحية والتعليمية، لتغير وجه أحزمة البؤس، وتحول مثلث الفقر إلى مثلث للأمل، وتنقل البلد من همزة الوصل إلى فاعل إقليمي يتصدر المشهد الدبلوماسي ويحسب له ألف حساب.
بصراحته المعهودة، وعفويته الصادقة، وصرامته التي لا تتزحزح، يؤكد رئيس الجمهورية أنه لن يسلم الراية، ولن يفرط في مسار الإصلاح، ولن تنتصر الأقلية على الأغلبية، ولن تتغلب المصالح الخاصة على مصلحة الجميع.
رب ضارة نافعة، فقد كانت كبوة الشيوخ فرصة لإصلاح الجبهة الداخلية للوطن، وهاهي القوى الحية من الشعب الموريتاني معارضة وموالاة تتداعى إلى القصر الرئاسي لتؤكد من جديد أن الإصلاحات الدستورية التي تم تأجيلها نتاج حوار وطني شامل ومطلب للجميع ومصلحة عامة.
لا يمكن لأي هيئة دستورية ولا اجتهاد قانوني أن يحول بين الرئيس و شعبه، وعندما يقول الشعب كلمته في استفتاء مباشر فإن صوته يعلو على جميع الأصوات، وخياره يصبح القانون الأسمى الذي تخضع له بقية الأصوات وتنصاع له المؤسسات.
لقد قال للمرجفين؛ لن تعيدوا الوطن إلى الوراء، وموريتانيا التبعية والاستعمار أصبحت من الماضي، ولن تتحدثوا أن محمدا يقتل أصحابه، ولا يوجد منطق يقول إن 33 أكبر من 141.
مهما حاول الإعلام المضلل والخطاب السياسي المهول أن يحجب الشمس بغربال؛ فإن أرقام الإنجازات شاهدة، وفائض الميزانية السنوية وحجم الوعاء الضريبي دليل على أن طبقة وسطى تنمو، وأن الاقتصاد الموريتاني بخير، وأن موريتانيا الخراب التي تسوقونها هي وهم في أذهانكم..
لقد دأبت ثلة قلية في هذا البلد على الاستئثار بموارده، والتلاعب بمقدراته، وإضعاف جيشه الوطني، حتى تظل البلاد رهينة للمديونية والتدخلات الخارجية، واليوم وبعد أن تم إغلاق أبواب الفساد وتوفير موارد الأمة، أصبح الجيش الموريتاني مصدر فخر واعتزاز، يحمي الحوزة الترابية ويحافظ على استقرار البلد، و وأضحى لجميع شرائح الشعب نصيب مفروض في مال الله، يرونه ملموسا في دعم غذائهم ودوائهم وتوفير فرص التنمية أينما كانوا وحيثما كانوا.
للذين يفكرون بعقلية المستعمر ويعولون على التدخلات الخارجية أكد رئيس الجمهورية أن موريتانيا المعتزة بدينها، والقوية بجيشها وشعبها، والمستقلة بقرارها طلقت عهود التبعية، وأن لا ملجأ من الوطن إلا إليه.
آن الأوان أن يعلم الهاربون من إرادة الشعب أن رعاية الشاء والغنم في صحراء الملثمين خير من عبادة الوهم في قصور المنافي ونعيم المهجر الزائف..
اليوم أمام الشعب الموريتاني فرصة تاريخية لاعتماد إصلاحات دستورية تجعل الديمقراطية في خدمة التنمية، وتربط الماضي التليد بالحاضر المجيد والمستقبل الواعد، وتجعل رموز الوطن عنوانا للشهادة في سبيل الوطن وتعبيرا عن وحدة أبنائه.
لقد آن الأوان أن يرد مئات آلاف الموريتانيين الجميل ويتمسكوا بالمستقبل ضد زمرة قليلة لم تزرع إلا الفساد والشقاق، آن الأوان لمئات القرى وآدوابة التي وصلتها مياه آفطوط الشرقي والطرق المعبدة بعد طول عطش وعزلة، وسكان الأحياء العشوائية في نواكشوط ونواذيبو التي تنفست الصعداء واستفادت من قطع أرضية مجانية و من دكاكين أمل، آلاف الأسر التي استفاد أبناؤها من تعليم نموذجي في ثانويات الامتياز والمعاهد العليا المتخصصة، وآلاف الشباب الذين اكتتبتهم الوظيفة العمومية في مسابقات نزيهة، آلاف العاطلين الذين فتحت أمامهم فرص مرتنة الصيد والثورة الزراعية، آلاف الشباب والنساء والأطفال الذين ذاقوا طعم الحريات التي تعيشها البلاد...آلاف وآلاف..
لقد آن الأوان للأغلبية الساحقة أن تدافع عن خياراتها، وتصطف خلف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لتقول في يوم مشهود؛ لن نعود إلى الوراء، ولن تكون موريتانيا من جمهوريات الموز التي تسودها الفتن، ولن تكون الديمقراطية الموريتانية فرصة للالتفاف على مصالح الشعب، ومهما كان موقع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز غدا أو بعد غد فلن نبدل ولن نغير، وسنحافظ على المسار، لأنه مسارنا ولأن المصحلة مصلحتنا..
{ّ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم..
محمد محمود ولد سيد يحي