حتى لا تقدم طفلك لـ«داعش»

ثلاثاء, 03/28/2017 - 20:23
حتى لا تقدم طفلك لـ«داعش»

أين الله وكيف يرانا ولا نراه»؟ هذه أبرز الأسئلة التى يرددها الأطفال فى بداية وعيهم بوجود الله أو عندما يسمعونا نتحدث عنه، وللأسف أغلب الآباء والأمهات لا يجيدون التحدث عن الله مع أطفالهم، ولا يدركون وقع الكلمات الأولى التى يسمعها الطفل عن الله العظيم الرحيم، وكم تؤثر هذه الكلمات فى تشكيل عقيدته، وترسيخها فى ما بعد، باختلاف دياناتهم سواء كانت المسيحية أو الإسلام.

ولنتجنب الوقوع فى فخ الإجابات العفوية المضللة مع أطفالنا يقدم الدكتور مصطفى أبو سعد، استشارى نفسى وتربوى، بعض النصائح للتعامل الصحيح مع الأطفال عندما يتطرقون للأسئلة الدينية.

إذا سألوكم عن الله قولوا: «طيب وجميل»

انتظر حتى يأتى الطفل إليك ويسألك عن الله ولا تدفعه دفعًا لمعرفته، وخصوصا بالنسبة للأطفال قبل عمر الثلاث سنوات، وعندما يأتى الطفل ليسألك قل ببساطة إنه الله دائمًا طيب الطباع وجميل، وخلقنا وخلق لنا أيدينا وأرجلنا وأنعم علينا بكل المخلوقات لنتمتع بها، وأنه أعطانا «ماما» و«بابا» وهو يحبنا كثيرًا ويجيب كل أمانينا.

الله لا يغضب من الأطفال ولكن..

احذروا أن تقولوا لأطفالكم أن الله سيغضب منكم أو سيعذبكم أو يدخلكم النار، لأنك هذا يحمل الطفل فوق طاقته، فالله عفا الأطفال من الحساب حتى يتخطوا مرحلة الطفولة، وفكرة أنه يعذب المخطئين تخيف الأطفال منه وتجعلهم يبتعدون عن الخطأ خوفًا من العقاب دون حب للعمل الجيد ودون حب للإله، ولكى تجعلوا الأطفال حريصين على فعل الأشياء الجيدة، قولوا لهم إن الله يكافئ الأطفال الذين يحسنون التصرف، ويرسل لهم الهدايا الجميلة ولا يرسلها للمشاغبين منهم.

متى نذكر الله وجنته؟

إلى كل أم.. لا تجعلى ذكرك لله فى إطار نصح ووعظ للطفل، ولكن ادخلى الله فى قصة عن كيف يكافئ الطيبين من الناس، وكيف يموت الأشخاص ويذهبون فى نوم طويل ويصعدون إلى الجنة، حيث كل شىء جميل يحبه أطفالكم عليكم ذكره لهم، ولا تتوقفوا عند حد معين. قولوا لهم إنهم بالجنة سيقودون طائرة ويلعبون جميع الألعاب، ويأكلون جميع الحلوى التى يحبونها، واجعلوا أطفالكم يتمنون الأشياء التى يحبون أن تكون بالجنة.

لم يخلق الله الأشرار.. بل خلقنا أحرارا فى البداية

ولم يخلق الله أشخاصا أشرارا، بل يخلقنا جميعًا متشابهين ويختار كل شخص منا ما يفعله، سواء كان خيرا أو شرا، وعلى أساس اختياراتنا يحاسبنا.

كيف يعاقب الله الأشرار؟

بعد أن انتهينا من فكرة أن الله جيد لا يعذب الصغار، كيف نجيب أطفالنا عندما يسألون ما مصير الأشرار من الناس الذين يسرقون ويكذبون ويقتلون، علينا أن نقول لهم أن الله يحاسب بالعدل ويعطى كل مخطئ جزاءه كما يرى، وهذا سيحدث يوم القيامة عندما نصعد جميعًا للسماء.

حقّروا الشيطان ولا تخيفوا أطفالكم منه

تعظيم الشيطان والدخول فى تفاصيل عن قبحه وشره يخيف الأطفال منه، ويجعلهم يعتقدون أنه ذو قوة خارقة ويمكنه هزيمتهم. لا تقولوا لأطفالكم إلا أن الشيطان ضعيف وجبان وشرير لا يحبه الله، لذلك حرمه من الجنة ومن كثير من النعم التى يكرمنا بها.

هكذا تقدم طفلك لداعش على طبق من فضة

يقوم الفكر المتطرف غالبًا على تكفير الأشخاص الذين يعبدون الله بطريقة مختلفة عن طريقتهم، وهذا عينه ما نعلّمه لأطفالنا عندما نقول لهم «زميلك فاطر رمضان سيدخل النار وأنت تدخل الجنة»، و«الكاذب سيحرقه الله وسوف يكرمك أنت»، فى الوقت الذى يجب أن نقول لهم فيه إن الله وحده أعلم بظروف عباده، وهو وحده الذى يحاسبهم، ولا يمكننا الحكم عليهم وربما نضرب مثلا بسيطا، ونقول «الله فوق فى السماء يمكنه أن يرانا جميعًا ونحن لا نراه، وكأنه فوق سطح عمارة عالية جدًا فيرى الجميع، لذلك يمكنه محاسبتهم والحكم عليهم ولكن نحن لا نحكم على أحد، ويكفينا أن نعمل الخير ونتجنب الشر فقط»، حتى لا ينشأ الطفل على مبدأ التمييز والتكفير ورفض الآخر.

أخيرًا.. الإيمان «حب وانتماء»

الرابط الذى يربط الطفل أو الشخص بالله يجب أن يكون «الحب والانتماء»، وليس الخوف والاتباع أو القواعد، لذلك قولوا لأطفالكم إن الله صاحب النعم وخالق كل شىء جميل، عددوا صفاته الطيبة، ولا تتركوهم للعذاب، ولا تمتنعوا عن إجابة أسئلتهم، وحتى إذا عجزتم عنها فاستعينوا بمتخصص تربوى قبل رجال الدين ليبسط المعلومات للطفل

القسم: