وكالة أخبارالناس/ شهدت المنطقة الواقعة غرب مستشفى الصداقة بمقاطعة عرفات بولاية نواكشوط الجنوبية حادثة غريبة متكررة في العام فريدة في حالتها هذي، حيث أقدمت جرافات تابعة لوكالة التنمية الحضرية “لادي” على هدم مجموعة منازل تتكون من: (بيت “ابراك” كوخ خشبي(امبار) مستراح مطبخ)، هي كل سكن المواطنة ” “، وبناتها وأخيها المختل.
وتسكن المتضررة الآن في العراء وتتكون من أم وابنين وثلاث بنات واخ للأم مختل عقليا ولا يتصرف في نفسه، يذكر أن السيدة عيشة بنت براهيم تسكن في هذا المكان منذ أواخر الثمانيات القرن الماضي.
المشهد المؤلم والذي استوقفنا عندما اتصلت بنا الأخت مستنجدة وطالبة إيصال صوتها للرأي العام، وتعود تفاصيله لإقدام جرافات الوكالة (لادي)، مدعومة بمجموعة من عمالها، ورجال أمن يرافقون عمليات الهدم تفاديا للصدام.
ووصل الرجال التابعون للوكالة وباشروا عمليات الهدم حيث طلبوا من أفراد الأسرة المغادرة، وحين امتنعوا سحبوهم عنوة واقتادوا اثنتين من البنات لمفوضية الشرطة بعرفات، وقاموا برمي “الأخ المختل” بكل قسوة ـ حسب ما رواه شهود عيان ـ خارج كوخه الخشبي، ليتركوه طريح العراء مستظلا بأشعة الشمس الحارقة دون رحمة ولا بسيط إنسانية.
وهدموا كل معالم السكن تاركين الأسرة مشتتة وكأن له لم يسبق وأن وجد لها أثر.
وتقول الأسرة أن أفراد “لادي” برروا الهدم بأن المنزل على الشارع وهو ما فندته الأسرة بحكم أن أعمدة الكهرباء هي ما يحدد أبعاد الشارع وكل منازلهم داخلة عن حدود الأعمدة الممتدة مع طول الشارع.
وتقول والدة الأسرة ، إنها اتصلت بوزيرة الإسكان والعمران وتعهدت لها برفع الظلم عنها، وأنها ستفتح تحقيقا في تداعيات الموضوع.
الرواية الشعبية من الجيران وبعض بنات الأسرة المشردة تقول بأن على تنفيذ الهدم طلبوا تعويضا من والدة الأسرة لئلا يقوموا به لكن واحدا منهم لم تعمه مخصصات التعويض ما دعاه للانتقام ـ حسب قول من التقينا بهم ـ، وقاده للعزم على الهدم مطلب قديم جديد من سيدة تعمل في القطاع الحكومي وتربطه بها علاقة مشبوهة.
رواية صاحبة المكان تقول أن قياديا في الحزب الحاكم يقف وراء عملية الهدم، كي يعوض لمقربين منه اجتماعيا ما تم هدمه من منازلهم القريبة من السيدة، بالرغم من أنهم استفادوا من تعويض عن الأمكنة فيما يعرف شعبيا بالترحيل.
حال هذه الأسرة يغني عن سؤالها، لا مأوى ولا مرعى أناس يسكنون الشارع بعد سنين من البناء والجمع والتخطيط، ساعات وكل هذا أصبح في مهب الريح.
والدة الأسرة رفعت “عيشة بنت ابراهيم الملقبة بننة“ النداء كما تقول إلى الله الواحد القهار، وإلى أصحاب القلوب الرحيمة المؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان والجهات الرسمية في البلد وتلك الوصية بأن يعاد لها حقها المسلوب وإثبات ملكيتها للأرض وتمنح التعويض عن الأضرار التي لحقت بها.
وفي انتظار تنفيذ وعد شفهي، يبقى المواطن الموريتاني عرضة للظلم من طرف نافذين استتروا بمناصب وغطوا بنفوذ، غير مبالين بأن الحال لا يدوم وأن ضعيف اليوم قوي الغد، ونسوا أو تناسوا أن للمظلوم ربا هو أقدر من قدرتهم أنفسهم