لن ينجح أعداء الإسلام في محاولات التزوير والافتراء على آياته ودعوته لخير الإنسان
خاص - التنوير17 أغسطس، 2024
إنّه على مدى أربعة عشر قرنًا لم يستطع المتآمرون أن يبّدلوا من آيات القرآن أو يضيفوا عليها، أو يضعوها تحت تحكيم العقل من حيث المصداقية أو يبيّنوا فيها ضعفًا في المقصدِ والمعنى والمَبنى، لأنّ الله سبحانه تحدَّى الناس بقوله: «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» «البقرة: 23»، كما تعهَّد الله بحفظه في قوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» «الحجر: 9»
ولن تخضع آياته للشكوك والظنون، مهما حاول المجرمون ولن ينجح أعداء الإسلام في محاولات التزوير والافتراء على آياته ودعوته لخير الإنسان ليخرجهم من الظلمات إلى النور والله سبحانه يتحداهم بقوله: «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» «التوبة: 32».
الروايات أقوال بشرية
أما الروايات التي أطلقوا عليها الأحاديث، فهي أقوالٌ بشريةٌ ورواياتٌ إسرائيلية وأساطير مروّية، افتُريت على رسول الله تستهدف هجر المسلمين للقرآن، وما يَدلّ على تلك الافتراءات حين تصبح الأحاديث موزَّعة على أكثر من «41» نوعًا ألّفها شياطين الإنس صنَعها وقَسَّمها وصنفها ضعيفوا الإيمان من البشر، نشرتها وسوقتها للناس قوىً شريرة خفيّةٌ تستهدف النَّيلَ من القرآن وعزله عن المسلمين، ليتوهوا بين الروايات، حيث يشتكي الرسول عليه السلام إلى ربه في قول الله سبحانه: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا» «الفرقان: 30».
فقد نجحت المؤامرة على الإسلام وشوهوا موقف الرسول عليه السلام، الذي كلّفه الله بتبليغ آياته للناس وشرح مقاصدها لسعادتِهم وخيرهِم في الدنيا وجزائهم بما يعملون من الصالحات بطاعة الله واتباع كتابه وتطبيق تشريعاته وسلوك منهاجه بالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، من رحمة وعدل وإحسان وتعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمعات الإنسانية في كل مكان، ليتهموا الرسول بتناقض أقواله فيما يبلغها للناس بما يخالف خطاب التكليف الإلهي ويحاولون إضعاف مصداقيته فافتروا عليه بتأليف الروايات لتنافس الآيات، وخلق حالة ضبابية عند الناس، من الحيرة والشك بين الآيات البيّنات التي يتلوها عليهم رسول الله، وبين الروايات المتناقضة مع آيات الذكر الحكيم؛ فأحدثوا التباساً خطيراً في عقائد الناس وعقولهم، التي آمن بها أتباع الروايات المسمّاة بمصطلحات مختلقة بالأحاديث، وارتضتها نفوسُهم المريضة في عباداتهم لسهولة اتفاقها مع النفس الإنسانية، تشبع غرائزها بلا عناء في مجاهدة النفس وكبْح جِمَاح شهواتِها وقيادتها وتحرضها على الخطأ والخطيئة فسيغفر الله لهم بمجرد كلمات تلفظ الألسن.
روايات تتعارض مع الآيات
كما خدعوا المسلمين بتلك الروايات الملفقة التي تتعارض مع الآيات في الكتاب المبين ولا تتفق مع المنطق وشروط المؤمنين الذين سيدخلهم الله إلى الجنة، تبين أكاذيب المندسين باسم الإسلام لتنفيذ أهدافهم الخبيثة في تشويه سمعة الرسول والنيل من مكانته رسولاً من الله للناس أجمعين؛ يتخاطب معهم بالعقل ويدعو الناس للتفكر في دين الله بكل الحرية ليميزوا بين الحق والباطل باتباعهم لما يهديهم سبيل الخيرات والرشاد، ويحقق للناس الأمن والاستقرار والسلام في الحياة الدنيا فيما يبلّغ بدعوته الناس من آيات الذكر الحكيم.
لقد أقنعوا الناس أن مَنْ يتبع الروايات وما تخففه على الإنسان من جهد وعمل وما تمنحه من تسهيلات في الالتزام بشرعة الله ومنهاجه وعدم التمسك بآيات القرآن العظيم التي تدعوهم للارتقاء بالإنسان إيماناً وأخلاقاً وعدلاً، جعل المحدثون والفقهاء والمفسرون يخدعون المسلمين يكتفونَ بألفاظٍ معينةٍ، تنطقها ألسنتُهم دون أعمال الفرائض وتطبيق الشريعة الإلهية وإتباعهمٍ للمنهاج الرباني يكفل لهم أئمةَ الاسلام وشيوخ الدين أجراً عظيماً ويدخلون بها جنات النعيم دون تطبيق الفروض كما أمر الله، وما تتطلبه من إخلاصٍ وصدقٍ مع الله، وتنفيذ عهد الإنسان مع ربّ العالمين، من جهادِ النفس وحملِها على الالتزام الكامل بتطبيق شريعته ومنهاجه.
النطق باللسان أسهل من مجاهدة النفس
وقد استسهلوا اتباعَ الرواياتِ التي تحقق لهم الأحلام الواهمة، بدخول الجنّة مثل بعض الروايات التي ينسبونها للرسول عليه السلام في قوله: (منْ صلى عليَّ في يومٍ ألفَ مَرةٍ لم يمتْ حتى يُبَشَّر بالجَنّة)، لأنّ النطق باللسان أسهل عند الإنسان من مجاهدة النفس والشيطان، وتحمل أعباء رسالة الإسلام في القرآن وما يتطلبه من المسلم الالتزام بالتشريع الإلهي وتطبيق المنهج الرباني وما يتطبه من مجاهدة النفس والسيطرة على غرائزها، لذلك فإن النطق باللسان أسهل للإنسان بالصلاة على النبي ألف مرّة طالما الجزاء بالجنّة مضمون.
فمن الطبيعي أن مضمونَ الروايات أكثرُ ميلاً للنفسِ والتخفيف على المسلم من أية أعباء تتطلب مُجاهدةَ النفس، لتستوعب شروط تحمّل مسؤولية الرسالة الإسلامية في الالتزام بالتشريع الإلهي وتطبيق المنهاج الرباني سلوك حياة ومعاملات في الحياة الدنيا.