يشكل فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية مستقبلا غامضا بالنسبة لأفريقيا.
وفازت منافسته هيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي باكتساح، على الأقل بين أولئك الذين يعيشون في قرية أسلاف الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما غربي كينيا.
ولم يحصل ترامب سوى على 25 في المئة من الأصوات في انتخابات صورية جرت بمنطقة كوغيلو، التي ربما لم يكن ليسمع عنها لولا مزاعمه بأنها مسقط رأس أوباما.
وقال أحد سكان القرية: "الناس في كوغيلو متضايقون للغاية".
وقال آخر: "كونها امرأة تمتلك خبرة كبيرة وكون دونالد ترامب إحدى شخصيات تلفزيون الواقع... كان ينبغي أن تفوز كلينتون".
لكنهم يقولون إن الرئيس المنتخب ترامب لن يحظى بما حظي به الرئيس باراك أوباما من استقبال، العام الماضي، عندما زار كينيا.
فلدى الرئيس المنتهية ولايته هنا علاقات قوية، فوالده كان كينيًّا، كما أنه دشّن مشروعا لتوفير الطاقة في أفريقيا، يهدف إلى مضاعفة عدد مستخدمي الكهرباء في أنحاء القارة.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، قد أقام في افريقيا مشروعا لمكافحة الإيدز، معروف باسم "خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز". وقد وفّر المشروع عقاقير للملايين من أجل مساعدتهم على فيروس نقص المناعة.
وتنفق الولايات المتحدة المليارات في افريقيا على هيئة مساعدات إنسانية ومشاريع استثمارية، لكن ثمة غموض بشأن ما سيفعله ترامب حيال ذلك، أو حتى مدى معرفته بالقارة.
ويقول جاكي سيليرز، رئيس معهد الدراسات الأمنية، وهو مركز بحثي في جنوب أفريقيا: "ترامب لم يقل سوى النذير عن أفريقيا. لا أعتقد بأنه يعلم الكثير عنها".
وأضاف: "هي (أفريقيا) ليست على شاشة راداره، فيبدو أنه سيكون رئيسا لا يهتم سوى بالتركيز على المصالح الأمريكية، وبمعنى آخر، سيكون رئيسا انعزاليا".
وتساءل عن ما قد يعنيه هذا لمشروع "خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز"، وكذلك جهود مكافحة الملاريا، بالإضافة إلى قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) - وهو اتفاقية أمريكية ذات قيمة كبيرة مع دول أفريقية.
وأضاف سيليرز أن "حقيقة عدم معرفته الكثير ربما تكون أفضل وسيلة لحمايتنا".
الملف الأمني
ويمثل الملف الأمني ثاني أهم ركيزة لانخراط الولايات المتحدة في أفريقيا.
وتشهد افريقيا انتشارا بطيئا وسريا للجيش الأمريكي في أنحاء القارة، وذلك في استجابة لانتشار المسلحين الإسلاميين.