أخبار الناس: منذ أيام يخوض رئيس أرباب العمل محمد زين العابدين ولد محمد محمود حملة قوية من أجل ترويج مبادرته التي انتهت إلى تزويج 50 شابا بمبلغ 50 ألف أوقية قديمة، وتقديم مبلغ مليون أوقية قديمة لكي تسهم في حياة جديدة بالنسبة للشباب العزاب الذين أنقذتهم خمسينيات الرجل من نار العزوبية.
ينتهي هذا المبلغ عند 52.500.000 أوقية قديمة لا غير، وهو مبلغ زهيد لا يمثل عشر المعشار من أرباح أحد رجال الأعمال من مشروع واحد من المشاريع المتعثرة التي يديرها القوم، والتي جعلتهم مستأثرين بأكبر عدد مما شيدته الدولة من منشآت خلال الخمس يةالمنصرمة.، والعشرية من قبلها.
يخفى على الرجل وهو يستند إلى منظمة هيئة العلماء لكي يمنح صدقاته التي تحتاج إلى تطوير، وإلى من يمنحها شرعية دينية كبيرة، أن تاريخ المسلمين، بل وتاريخ الإنسانية كلها، لم يشهد قيام التجار بممارسة دور الزهاد
لقد كان التجار يبنون المساجد والجامعات، ويقيمون الأفراح الهائلة ومواسم الإنفاق، ويتنافسون في فعل الخيرات، لكن لم يتصدر منهم أحد منبر الوعظ، ولم يدع الناس إلى التقشف، وقوافل عبد الله ابن المبارك والليث ابن سعد وعثمان ابن عفان وجفان ابن جدعان، خير شاهد وأكبر دليل على عظم النفقات التي تقدم بها السابقون ومن بعدهم اللاحقون.
ولماذا يدعو إلى التقشف من يدفع الناس إليه دفعا، من خلال الاحتكار والمضاربة، وتصعيد الأسعار، وضعف الخدمات.
الكثيرون يرون أرباب العمل في بلادنا، ليسوا أكثر من تحالف لفئة محدودة، متضامنة على امتصاص دماء الشعب الموريتاني، من خلال ليبرالية متوحشة، وعلاقات زبونية صعدت بأشخاص لم تكن لهم سابقة ثراء ولا غنى في غفلة من الزمان ولحظة من لحظات العلاقات الزبونية إلى ملاك يتحكمون في كل شيئ من الاتصالات والمقاولات وحتى البيض والبصل.
يحتاج رئيس أرباب العمل ومن أوحى إليه بهذه الفكرة، سواء كانت نتيجة معاناة ذاتية، أم فكرة زهدية يريد إشغال الرأي العام بها، أن المطلوب منهم غير هذا والمرجو منهم غير تخفيض المهور
فلو نفضوا جبال ربحهم المتراكمة على ظهور المواطنين، لتنفس جزء من الشعب الصعداء.
– نتوقع من أرباب إنجاز المشاريع التي تعاقدتم مع الحكومة بشأنها على وقتها وبجودة عالية فذلك روح الإسلام ” الدين المعاملة”.
– نتوقع من أرباب العمل محاربة الفساد ومضابقة أصحابه والعمل على جلبهم للعدالة.
– محاربة الغش والتطفيف والاحتكار وأكل حق الأجير والعامل.
– نتوقع من رجال الأعمال مبادرة قوية في مجال التعليم المتعثر من خلال تبني 1.000 مدرسة نظامية وإكرام معلميها وبث روح التنافس والإخاء بين طلابها، وأن ينزل رجال الأعمال يقبلون أرجل المعلم الذي بث في قلوبهم ذات مرة العلم النافع وزين لهم الوطنية والمبدئية والشفافية، وبذلك يسهم رجال الأعمال في رفع التعليم ورفد البلد بأطره.
نتوقع أن يعلن رجال الأعمال عن برنامج لريادة الأعمال بتوفير قروض ميسرة ل 10.000 شاب ليصلوا إلى مستوى عال من الغناء.
نتوقع أن يعلن رجال الأعمال عن برنامج سكني لصالح 100 ألف أويزيدون من الأسر المتعففة، على ان يسدد هؤلاء السكن بصيغة الإجارة المنتهية بالتمليك.
نتوقع أن يعلن رجال الأعمال عن استصلا ح 100ألف هكتار، وتوزيعها على المواطنين بصيغة المشاركة المنتهية بالتمليك، فيكون ربحا عاما والفرح مشروعا.
نتوقع منهم أوقافا لصالح الأيتام والفقراء، على سنة زبيدة وغيرها من أعلام المسلمين
نتوقع أن يعلن رجال الأعمال مهرجات للشعر والخطابة والرسم والمسرح ومسرح العرائيس..
نتوقع أن يعلن رجال الأعمال الاعتناء بطباعة الكتب والبحوث القيمة جريا على سنة طيب الذكر المرحوم مولاي الحسن ولد المختار الحسن رحمه الله
عندها يمكن لصاحب الفضل أن يوجه الناس لعدم التبذير ويحدثهم عن خطورة الإسراف، لأنه يطوقهم بجميل فضله وسابق إحسانه، فأصبح بالنسبة لهم القدوة والمثل الحسن..
وهذا التدخل حدث في كل دول العالم،حيث يعمل رجال الأعمال بالانتظام والتكامل مع المحاور الاقتصادية الكبرى، تعمل البنوك على دعم سياسة الاقتراض الموجهة نحو السكن الاجتماعي، ونحو تمويل المشاريع الاقتصادية الصغيرة، أما عندنا فإن البنوك تمتص عرق الموظفين بقروض تافهة وأرباح خيالية، ومعاملة بالغة السوء
ألا يتذكر رئيس أرباب العمل قبل تزويج العزاب بمهور أنه وأعضاء جمعيته مسؤولون بشكل مباشر عما يعيشه المواطنون من مأساة، مسؤولون عن المشاريع المتعثرة التي دفعت لهم الدولة مقابلها، ثم أنجزوها بوضع مخالف لدفاتر الالتزام، مسؤولون عن الغلاء المستمر في الأوقات وتدني الخدمات.
إن تخفيض هذه الأسعار التى تمثل لهبا يحرق جمال الشفق والغسق، هو جهاد الوقت وصدقات الحال، والضرورة التي لا يينبغي أن يسبقها شيئ، أما الزواج بمهور لم تعد لها قيمة، ورمي الناس إلى جحيم الأسعار المحرقة التي ينفخ في كيرها رجال الأعمال فلا قيمة له ولا معنى وهو تصرف خارج التخصص والمسؤولية، وصناعة “الترند” هي الأخرى مشغل من اهتمامات المدونين، وليس رجال الأعمال أيضا.
الوجهة غير المعلومة..
من اللافت للانتباه أن رئيس الجمهورية طلب قبل فترة في اجتماع مجلس الوزراء، من الجميع محاربة التبذير وغلاء المهور، والوقوف بقوة ضد هذه العادة وغيرها من العادات التي تهدد مجتمعنا وتنذر بانقراضه، ولم نر مبادرة لرجال الأعمال ساعتها في هذا الاتجاه، ثم اجتمع بهم ذات يوم مشهود في تمبدغة وأخذ منهم التزامات في مجال التنمية الحيوانية، وظل ذلك الوعد حبرا على ورق، ولم يتحقق منه كبير عمل.
وهاهو رئيس الجمهورية اليوم يلقي بثقله في محاربة الفساد والمحسوبية، فهذا آخر الأمر لينطلق رجال الأعمال في وجهة غير معلومة، كان من الممكن تركها لبعض الخطباء والوعاظ ورؤساء القبائل، كأنهم غير مهتمين بتوجيهاته أو يسفوها المل وبذلك ” سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب”
لقد حان الوقت لتذكير رئيس أرباب العمل أن ماسمعه من المتدخلين موسى بهلي ومريم بنت امود وغيرهم من الصحفيين يستحق التدبر ويقتضي التفكير، فالجميع ذكّر رئيس أرباب العمل أن الصحافة عندما تستعرض من يقف معها ويدعمها لاتجد أرباب العمل في صدارة القائمة وهو عمل ينبغي التكفير عنه.
وخلافا لذلك يذكر للرئيس الحالي لأرباب العمل أن فترته ذهبية في جرجرة الجميع للقضاء، خلافا لسنة أسلافه، الذين تعففوا عن الشكاية فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا
من هنا ينبغي لرجال الأعمال وأرباب المال أن يؤدوا حق الله و أن يحسنوا التصرف في مسؤولياتهم ومشاريع هذا المجتمع أولا وبعد ذلك دندنوا حول الغلاء في المهور، فلا يتنفل من عليه القضاء.
عن موقع الفكر