الشيخة العزة بنت الشيخ آياه أيقونة المجد والعز والسخاء / نوح محمد محمود

سبت, 09/21/2024 - 16:12

تُعتبر الشيخة العزة بنت الشيخ آياه بن شيخنا الشيخ سعد بوه بن شيخنا الشيخ محمد فاضل واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ الموريتاني، حيث تجسد قيم الفضل والسخاء التي لطالما تميز بها المجتمع الموريتاني.
وُلدت الشيخة العزة في بيت علم وصلاح، حيث ورثت عن عائلتها تاريخًا حافلًا من التفاني في خدمة الآخرين وتمسكًا بالتقاليد الدينية.
ترعرعت الشيخة العزة في بيئة محافظة وثرية بالمعرفة، مما ساعدها على اكتساب القيم والأخلاق التي تميزت بها.
لقد لعبت عائلتها دورًا مهمًا في تشكيل هويتها، فكان بيتهم ملتقى للعلماء والمفكرين، مما جعلها تتبنى منهجًا يتسم بالحكمة والحنكة في معالجة القضايا ذات الأبعاد المختلفة.
لايشك عاقل في أن الشيخة العزة، من خلال دعمها المستمر للأرامل واليتامى والضعفاء في المجتمع، قد حطمت الأرقام القياسية في السخاء، حيث لم تدخر جهدًا في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، وذلك ما يمثل ذلك تجسيدًا للروح الإنسانية التي تتسم بها الشيخة العزة، ووهو ما يعكس قيم الترابط الاجتماعي التي تميز بها المجتمع الذي تربت فيه.
لم يقتصر دور الشيخة العزة على الأعمال الخيرية فحسب، بل كانت لها مواقف سياسية بارزة، خلال الحملة الانتخابية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، كانت من أبرز الداعمين له، حيث بذلت الغالي والنفيس في سبيل إنجاحه في مأموريته الثانية، وهو ما أظهر حرصها على استقرار البلاد وتقدمها.
كما نجحت الشيخة العزة في جمع كلمة الأسرة القادرية في غرب إفريقيا، تحت قيادة الخليفة عبد العزيز ولد الشيخ آياه، حيث تجمع حوله المريدون والشيوخ من مختلف المناطق، مما أدى إلى توحيد الصفوف وتعزيز الروابط بين الأفراد، فأصبحت الخلافة في غرب إفريقيا رمزًا للعز والبذل والصفاء، مما يعكس دورها القيادي الفعال في المجتمع.
إن مما يدعو للفخر والاعتزاز في هذا الوطن الغالي، هو ظهور هذه الشيخة التي أصبحت نموذجًا ملهمًا للنساء في موريتانيا، حيث تجسد القيم النبيلة للسخاء والعطاء، مستلهمة من تاريخ أجداده العز والمجد والصلاح.
سيثبت التاريخ أن الشيخة العزه عاشت وستظل في المستقبل مثالا حيا على أهمية الدور الذي لعبته كمرأة قل نظيرها، وسيظل مجدها محفورًا في ذاكرة الشعب الموريتاني، شاهداً على قدرة النساء على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.