أخبار الناس : لماذا تحاولون قتل الأمل؟!
الا تخافون غضب الجياع ،،،،،،،!!
الا تدركون ان الشعب إن فقد الأمل، فإنه لن يترك البحث عنه والتمسك به لانه شعب يتطلع بشغف إلى إنجاز أو انتصار ولو حتى في لعبة كرة قدم…وهو شعب عطش لنيل أي مكسب ولو معنوي، يمنحه الأمل الضروري للاستمرار. وانه حين يصل مرحلة اليأس و يموت لديه الأمل فلا بقاء لأحد امام غضب الجياع
اليأس قاتلٌ فلا شك ولا خلاف في ذلك لكن هل يمكن أن يكون قتل الأمل قاتلا أحيانا وكيف ؟ لعلّ أقرب مثال لتوضيح الفكرة يمكن سرده من واقع التاريخ الياباني حيث تروي الأسطورة أن الامبراطور الياباني فشل في كسر صمود أحد القلاع فعزل قائد الجيش وعوّضه بجنرال شاب.
في ظرف قصير تمكّن القائد الجديد من كسر صمود القلعة وكذا فعل بكل الحصون والقلاع بعدها. استدعاه الامبراطور وسأله عن سرّ نجاحه فأجاب أنه كان يعمد حين يحاصر القلاع والحصون إلى ترك منفذ صغير يعبر منه من يريد النجاة بنفسه فيقتل فيهم حماسة المقاومة ويهديهم الأمل القاتل. فقد كانت جنود القائد تنتظر هاربين في مكان آخر لقتلهم ولا ينجو منهم إلا عدد قليل. فهم الجنرال الجديد أن إغلاق كل المنافذ وسبل النجاة على المحاصرين يحوّلهم إلى وحوش كاسرة لأنهم يقفون أمام موت محقق لكن عزيمتهم تفتر حين يعلمون أنّ هناك سبيلا للنجاة.
هذا ما لم تدركه حكومة الشباب ولم تفهم ان قتل الأمل حتى ولو كان الامل كاذبا سيكون. نهاية المطاف
الأمل الكاذب إذن هي جرعة من المسكنات في جسد يتطلّب الحركة وردّ الفعل وهو الأمر الذي ينسحب على الشعب ووعيه الجمعي.
أليست أدبيات الأمل الكاذب أشبه بالمسكّن والمخدّر لجسد مريض يحتاج تدخلا جراحيا عاجلا ؟ألا نحتاج اليوم إلى مشروع حضاري للخروج من حالة الموت التي سقطنا فيها ؟
أليس هذا السلوك نوعا من الأمل القاتل ؟ أليس أحرى بالنخب اليوم مصارحة الشعب بحقيقة واقعها وبما يترصده من الأخطار والمنزلقات التي لا يمكن الخروج منها ؟ أليس دور المثقف والكاتب والمفكر اليوم هو تنبيه الغافلين إلى المسارات التي يأخذها البعض من اجل منع البلاد من الانزلاق نحو المجهول
فشل مشاريع وإغلاق اخري و 100 يوم من التضيق علي العمال وانعدام الماء والكهرباء وانقطاع العديد من الأدوية ونهب الميزانيات وغير ذالك من البطش المنظم هي حتي الآن حصيلة حكومة الشباب
فشل مدرسة الجمهورية
تجميد برنامج أمل
ضعف وانقطاع في الكهرباء
ضعف وانقطاع في الماء
ضعف وانقطاع في الأدوية
وزراء يكذبون وينهبون
مدراء في النهب متمرسون
الاتخافون غضب الحليم
المواطن اليوم لم يعد يستغرب وقاحة المنظومة وابواقها، باستمرارهم الدؤوب لقتل الامل الضئيل المُتبقّي لدى الشعب الموريتاني
المواطن الموريتاني اليوم لم يعد يخاف التهديد والوعيد والفبركة والاسكات والفرض بالتخويف،
الا تدركون إن استخدام الاعلام الهابط وإسكات الشعب بفُتات الخدمات المُذلّة، واشاعة الاخبار المدسوسة بإنعدام فرص التغيير من خلال إجهاض المشاريع وتفريق فئات المجتمع ودس السم بين مجموعاته يصب في قتل الامل وفي حتمية الانفجار.
اعلموا ان المواطنين هم في الأصل ليسوا ضعفاء،وإنما استُضعفوا زمنا طويلا،حتى أصبح الحاكمون ،يظنونهم ضعفاء لا يقوون على رفع رؤوسهم،فكيف يقوون على زلزلة كراسيهم؟
اعلموا ان جموع الشعب أن اكتشفت ان ضعفها، مجرد خدعة انطلت عليها ،حين سلمت مقاليد أمرها لزمرة فاسدة ،لا ترعى إلا ولا ذمة.ستصلت إلى حقيقة مفادها أنها قادرة،باتحادهــــــا واستماتتها في المطالبة بحقوقهـا واسترجاع كرامتها،وكتابة أروع فصول تاريخها،بإرادتها هي لا بإرادة غيرها.
لان الباطل زائل والحق بـــــــــــاق وستدرك إن جولة الباطل، مهما طال واستطال ساعة.وجولة الحق،مهما خُــذلَ ونُـكِّــل بأهله،إلى قيام الساعة.ليس لأن عمر الباطل على هذه الأرض قصير،وليس لأن البشرية تنعم بنعمة الحق فترات أطول.ولكن لأن الباطل مهما بلغت سطوته،واستمرت شوكته،هو دائما يجد له مكانا في الواقع قهرا وعتوا،ولا يجد له مكانا في الأنفس والقلوب والعقول والأفهام.فوجوده ،غير المرغوب فيه من طرف كل الناس الأسوياء،يجعله وجودا يساوي الغياب.واستمراره ،في ظل كراهية الناس له،كأنه انقطاع وتوقف.
أما الحق ،وإن قل ناصره وانهزم أهله،فهو مركوز في الفطرة السليمة،وكل البشرية بفطرتها النقية هي مع نصرة الحق والضرب على أيدي الظالمين.فهي ، وإن سلَّمت بالأمر الواقع ، لا تطرد طيف الحق من خيالها،ولا ترضى بالباطل ،رغم سلطته وجبروته وصولجانه.
إن كل من حكم بالقيد والنار،يعرف أن حكمه في نهاية المطاف،شاذ وغير مرغوب وان قتل الأمل عند الضعفاء عواقبه وخيمة وان من لم يتق غضب الحليم سيأكله غضب الجياع
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر…..
بقلم شيخنا سيد محمد