عبد الرحمن نوح يكتب: العودة للقرآن الكريم ونبذ التديّن المصنوع.. قراءة وفق رؤية المفكر علي الشفاء الحمادي

اثنين, 09/01/2025 - 00:46

في خضم ضجيج الفرق الدينية، وتعدد المذاهب المتصارعة، وتفشي مظاهر التديّن الشكلي الخالي من الجوهر، يبرز المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي كقامة فكرية جريئة وعقلانية تسعى لإعادة الإسلام إلى أصله النقي، مستندًا إلى القرآن الكريم، دون شوائب التأويلات البشرية التي تراكمت عبر القرون.
يرى المفكر علي الشرفاء الحمادي أن الأمة الإسلامية تعيش انفصامًا حقيقيًا بين ما أنزله الله في كتابه، وما يُمارس باسمه اليوم في الواقع، فالدين الذي جاء به محمد عليه السلام، بحسب الكاتب والمفكر علي الشرفاء الحمادي ، دين قائم على الحرية والعدل والرحمة والعقل، لكن المسلمين هجروه، واستبدلوه بـ"دين مصنوع" قائم على الروايات، التي كثير منها لا سند لها من الوحي، ولا دليل على صحتها.
طرح علي الشرفاء الحمادي ليس دعوة لهدم التراث، بل هو نداء لتحرير العقول من أسر التقديس المطلق لما هو بشري، وإعادة الاعتبار لكلمة الله كمرجعية وحيدة في التشريع والهداية، وهو بذلك يذكرنا بالمبدأ القرآني الصريح:
"ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء"
ما يميّز المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي ليس فقط قوة حجّته ودليله القرآني، بل شجاعته الفكرية في مواجهة السائد، دون أن ينزلق إلى مربع الهدم أو الشك.
يطرح علي الشرفاء الحمادي أسئلته بجرأة العارف، لا المتشكك، ويحث المسلم على التفكير لا التكفير، وعلى إعادة قراءة دينه بمنهج عقلي وروحي متوازن، ولعل أبرز ما يدعو إليه هو إسلام بلا كهنوت، بلا وسطاء، وبلا فُرقة، إسلام يربط العبد بربه مباشرة، كما أراد الله:
"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي"

لا يكتفي المفكر علي الشرفاء الحمادي بالنقد، بل يبني مشروعًا متكاملاً بعيدًا عن صراعات الفقهاء وأهواء السلاطين.
إنها دعوة لإسلام عالمي، إنساني، متسامح، لا يُفرّق ولا يحتكر الحقيقة باسم مذهب أو طائفة أو رواية.
في زمن تتجاذب فيه الأمة تيارات الغلو والتكفير والانغلاق، يظل طرح المفكر علي الشرفاء الحمادي منارة فكرية تدعو للسلام، والوحدة، والعودة إلى روح الإسلام لا إلى قشره.
إنه فكر يعيدنا إلى تلك المبادئ التي وصف الله بها المؤمنين في كتابه:
"إنما المؤمنون إخوة"
"لا إكراه في الدين"
"وتعاونوا على البر والتقوى"
إن فكر علي الشرفاء الحمادي ليس صرخة في وادٍ، بل هو نداء إصلاحي أصيل يجب أن يُسمع ويُناقش بجدية وموضوعية، فالأمة التي تهجر كتاب ربها، وتقدّس غيره، لن تخرج من أزمتها، ولا سبيل لفلاحها إلا بالعودة إلى القرآن، كما يدعو الشرفاء، فهو بوابة النهوض، وشرط أساسي لبناء مجتمع إسلامي سليم، قائم على الوعي لا الوراثة، وعلى الإيمان لا الانتماء الشكلي.