متى كانت موريتانيا دولة يحسب لها أي حساب!!؟..
ألم تكن ذلك الغائب الذي إذا حضر لا يستشار.. وإذا غاب لا حظ له من الانتظار..!!؟..
ألم تكن تلك الدويلة التي يتعامل بمبلغ زهيد للحصول على وثائقها كل من لا أصل له ولا فصل!!؟.. ألم تكن تلك الدويلة التي يجتاز حدودها آلاف العابرين من المجرمين والمهربين والهاربين دون أن تشوك طريقهم شوكة واحدة!!؟...
ألم تكن تلك الدويلة التي يخدم جنودها في المنازل، ولا يملكون مقومات الجيوش!!؟...
ألم تكن تلك الدويلة التي يحتاج مجروح الأصبع فيها إلى الرفع إلى الخارج للحصول على منظف الجروح!!؟.. ألم تكن تلك الدويلة التي يحتاج المرء فيها إلى ركوب الجمال للسفر من مدينة إلى أخرى!!؟...
ألم تكن تلك الدويلة التي يحتاج اللسان فيها إلى جواز عبور للتعبير عن رأيه!!؟..
ألم يتغير كل شيء في هذا البلد نحو الأحسن!!؟..
ألم تصبح موريتانيا مرجعية أممية لحل مشاكل القارة والإقليم (الوساطة الناجحة في أزمة مالي، الوساطة الناجحة في أزمة غامبيا، رئاسة الجامعة العربية، رئاسة الإتحاد الإفريقي، رئاسة منظمة الأمن والسلم الإفريقي... وغيرهم كثير)..!!؟
ألم تصبح الوثائق مؤمنة، ويصبح الحصول عليها حكرا على الموريتانيين فقط لا غير!!؟... ألم تؤمن الحدود، وتصبح المعابر محدودة ومحروسة!!؟... ألم يسلح الجيش بأرقى أنواع الأسلحة، ويتدرب منتسبوه على كل فنون القتال، ويصبح قوة يحسب لها حساب في القارة، ويمنع فيه استغلال الجنود إلا لخدمة الوطن!!؟...
ألم تشيد المستشفيات وتجلب الأجهزة الطبية، وتدرب الطواقم، وتدعم الدولة الأدوية الباهظة التكاليف والمضادات الحيوية كثيرة الاستخدام (أدوية القلب والسكر والسرطان والضغط )، ألم توفر أجهزة تصفية الكلى في كثير من المدن الرئيسية وبشكل مجاني!!؟...
ألم تعبد الطرق وتصبح سالكة، وتفك العزلة عن كافة مدن وحتى قرى الوطن!!؟..
ألم تتوج موريتانيا الأولى عربيا في مجال حرية الإعلام، ألم يرخص لكافة المنظمات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ويمنح حق التظاهر لكل موريتاني، وتصبح رئاسة الجمهورية ملاذا لكل شاك!!؟...
هذا غيض فيض... ودليل مادي قائم على أن موريتانيا حظيت برئيس لا هم له إلا إعادة بنائها على أسس قويمة وسليمة...
ورسالة واضحة المعاني إلى المرجفين ومروجي الإشاعات أن التاريخ لا يرحم.. وأن عليهم الابتعاد قبل أن تدوسهم عجلته السائرة على طريق التقدم والنماء...