حين إمتدحه ربه خاطبه بقوله تعالى : ” و إنك لعلى خلق عظيم ” ، و حين أخبر الناس عن نفسه صلى الله عليه و سلم ” قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، تلكم هي غاية رسالة ربنا و هدف بعثة نبينا محمد صلى عليه و سلم ، و حين سئلت أم المؤمنين عن خلقه صلى الله عليه و سلم قالت : ” كان خلقه القرآن ” و القرآن ينهى عن فاحش القول وزوره ، و لما سأله الصحابة رضوان الله عليهم عن ” خيارنا ” أجابهم صل الله عليه و سلم بقوله ” أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يالفون و يولفون ”
لست ممن يدعي سالف معرفة اولا حق علاقة بالراحل ولد محمد فال رحمه الله و اسكنه فسيح جناته و ألهم أهله و ذويه و صحبه الصبر و السلوان ، لقائين فقط دون سابق تحضير او سبب مصلحة ، الأول كان في 05/ 06 / 2009 الساعة السابعة فجرا بطلب منه ، ودار الحديث في بيته الرحب و بحضرة آخرون كانوا برفقتي ، حول تاجيل إنتخابات 06/ 06 و نيته الترشح و طلب تأيدنا لمشروع ترشحه ، كان اللقاء وديا و مشحونا بالقضايا الوطنية و الهم العام ، اللقاء الثاني كان قبل شهر بالضبط من اليوم و تحديدا يوم 06/04 / 2017 ، في ضبافة أحد الرموز السياسة و الإجتماعية الوطنية دام أكثر من ساعتين ، الرجل هو دأئما كما إلتقيته في 2009 دمث الخلق هادئ الطباع متيقظ البديهة يتحدث بكياسة كما يمشي ، تشعر و انت تجالسه و كأنه يئن تحت و طأة حمل شعب و وطن ثقيل ، رغم علم كل منا المسبق بركود المياه في المجرى بيننا ، بماكسبت أيدي و افواه المنافقين الذين يشمتون فيه اليوم و تنكروا له في أمسه بين يدي ربه ، لقاءنا الأخير بالمرحوم ولد محمد فال كان أخويا و عاطفيا و تقديريا و تفهميا و وديا و وطنيا الى أبعد الحدود ، فرحمة الله علينا و عليه وعلى جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات ، لم يبقى لي هنا إلا ان أذكر الشامتين في رحيل الرجل من الذين نصبوا أنفسهم و سيطا بين العبد وربه أوصياء من دون الناس على دين الله و عقيدته و شريعته و سنته في خلقه ، بقوله تعالى “” إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار “و أثني بقول الفاروق عمر إبن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه ” كفى بالموت واعظا ” ، وأذكرهم أيضا و الذكرى تنفع المؤمنين فقط ، و هم من يحتكر الدين للسياسة و يوزع الإيمان و العقيدة بين الناخبين و يسوسون بهما عرض الدنيا ، أن غاية الرسالات السماوية و سنام الشريعية المحمدية وباكورتها هي الأخلاق ، فالشهادتين إعلان أخلاق قبل العلم والإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر الذي تتدخلون فيه يقين الجوارح بالأخلاق عند العلم ، و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج تطبيق الجوار لتلك الاخلاق بعد العلم ، وليس من الأخلاق في شيئ أيها المتعالمون المتسايسون بالدين على الناس ، أن نهرول خلف رجل و نشد به عضدنا في مواجهة خصومنا ، و ننمق به مجالسنا و منتدياتنا و نشرع به أحزابنا و منظماتنا ، حتى إذ أفضى الى ما قدم و صار الى ما صار اليه بين يدي رحمة ربه ، الرحمن الرحيم رحمنا فوق الأرض و نحن نعصى و نسيس الدين فكيف لا يرحمنا تحتها وهو الغفور الرحيم ، تراهم ينكصون و يلمزون و يغدرون و يخلفون و يخاصمون بالفتاوى و لأ قاويل ، وتلكم لعمري لآيات المنافق و المنافقين و من سار في فلكهم منكم أجمعين ، ” إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا عاهد غدر و إذا إئتمن خان .
تعلموا الأخلاق و أنشروها قبل حفظ المتون و التفنن في فقه الخصوم و الإجتهادات في غير المعلوم ، وأفشوا السلام و أطعموا الطعام وصلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ، و خلوا بين الخلق و الخالق فما علمنا بأرحم في العباد من رب العباد .
أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و للراحل و لد محمد فال .
السلام عليكم .
السعد ولد لوليد