خطاب فخامة رئيس الجمهورية في وادان.. المدلول والرؤية وإنصاف الجميع / محمد السالك ولد المختار

سبت, 12/20/2025 - 15:38

لقد ألقى فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خطابًا ذا دلالات عميقة خلال إشرافه على افتتاح النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث في مدينة وادان، حيث حمل في مضامينه مدلولات تاريخية وثقافية، ورسائل سياسية واجتماعية تؤكد مركزية المواطنة الجامعة والعدل، ونبذ الإقصاء، وترسيخ قيم العدل والإنصاف.
وادان والمدائن التاريخية في الوعي الوطني...
استحضر فخامة رئيس الجمهورية المكانة الرمزية لمدينة وادان، باعتبارها إحدى الحواضر التاريخية التي أسهمت في تشكيل هوية الأمة، مؤكدًا أن هذه المدن لم تكن مجرد فضاءات عمرانية، بل مراكز إشعاع علمي وحضراي، وهو ما حمل إدراكًا عميقًا لأهمية الذاكرة الوطنية في بناء الحاضر، وربط الماضي المجيد بمسار التنمية الثقافية والسياحية المعاصرة.
مدلول المواطنة والعدل ونبذ الإقصاء..
برز في خطاب فخامة الرئيس تأكيد واضح على أن الدولة لا تقوم إلا على مبدأ العدل والمواطنة المتساوية، بعيدًا عن كل أشكال التمييز أو الإقصاء، مستحضرا أن علاقة الدولة بمواطنيها يجب أن تقوم حصريًا على رابطة المواطنة، لا على الانتماءات الضيقة أو الاعتبارات الفئوية، وهو ما عبّر عنه بقوله:
"لم أدخر جهدا، منذ أن توليت مقاليد الحكم، في سبيل أن يزداد رباط المواطنة رسوخا ومتانة ليكون الأساس الحصري لعلاقة الدولة بالمواطنين."
ويعكس هذا التصريح رؤية سياسية واضحة تسعى إلى بناء دولة عادلة، يشعر فيها جميع المواطنين بالإنصاف والانتماء، وتكافؤ الفرص، والحماية المتساوية أمام القانون.
دولة المواطنة كخيار استراتيجي..
يقدّم خطاب وادان تصورًا متكاملًا لدولة المواطنة، بوصفها خيارًا استراتيجيًا لا شعارًا ظرفيًا، فترسيخ المواطنة، كما ورد في الخطاب، يشكل مدخلًا لتعزيز الوحدة الوطنية، وتحصين المجتمع من الانقسامات، وضمان مشاركة الجميع في مسار تنمية الوطن، واستشراف مستقبل يقوم على العدل، وعدم الإقصاء، وإنصاف الجميع في ظل دولة المواطنة.

القسم: