نعم هذا شهر عظيم انتظرته كثيرا فقد كان السلف يدعون الله أن يبلغهم هذا الشهر ها قد بلغنيه الله والله تعالى يقول : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ) .
الذكر و التسبيح والاستغفار عبادات من اعظم القربات التي تضاعف أجورها في هذا الشهر. ومن نعمة الله علينا أن جعل هذه العبادة لا تحتاج إلى الفراغ ولا إلى الجهد العضلي ،
ولا إنفاق المال ، أوإلى أي حركة بل تكفيها تحريكف عضلة صغيرة هي اللسان ، وقد لا تحتاجه . فما أكرمك يا ربي وما أرحمك أقول كلمة لاإله إلا الله أو سبحان الله فتذكرني أنت يارب . نعم في الحديث القدسي : "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم " .
رب العالمين يذكرني في الملأ الأعلى وأنا العبد الضعيف النكرة الفقير ما أبخلني يخلقني يهديني ويطعمني ويسقيني ويرحمني يلطف بي والله إني لكنود حين تمر الساعات لا أذكره ....انساه ،ألا أخشى من هذه الآية : ( نسوا لله فنسيهم ) . الحمد لله أنك بلغتني هذا الشهر لعلني أستدرك ما مضى من تقصير وألهج بالذكر والتسبيح والدعاء والحمد. وهذ حديث عبد الله بن مسعود للترمذي عن ذلك الرجل الذي جاء يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم قائلا : يا رسول الله إن شعائر الاسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به ) أتعرفون بماذا أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لقد قال له : ( لايزال لسانك رطبا من ذكر الله ) والذكر يعصم كذلك من غوائل الدنيا ومن كل مكروه خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم . كيف اغفل عن حصن يحيطني يمنع عني كل ما اكره لا يحتاج مني إلا كلمات ؟.
لقد أوصل ابن القيم فوائد الذكر إلى مائة فائدة منها طرد الشيطان ، إرضاء الرحمن ، إزالة الهم والغم ، جلب الفرح للقلب ، تقوى القلب والبدن ، جلب الرزق ، نور الوجه كما أنه يكسوا صاحبه المهابة والنضرة ويورث المحبة ويثمر المراقبة والإنابة والقرب . وقد سِئل مالك أيهما أفضل قبل غروب الشمس وقبل شروقها الذكر أو القرآن ؟ فأجاب بجواب بليغ تملآ المراقبة قلب صاحبه فقال : القرآن أفضل وعمل السلف الذكر .
بقلم/ سيد محمد بيات