وانطلقت الألسنة تجديفا في الوطن وطعنا في قراراته السيادية.
انطلق المؤتمرون بإشارات قادتهم الذين خلف الحدود يصبونها لعنات على الوطن.. وعلى رؤى الوطن ومصلحة الوطن..
واتهموا الوطن ببيع المواقف المعلبة.. وقالوا.. وقالوا.. وما قالوا شيئا يستقيم عند الحجاج..
قطعت موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.. بعد أن تخلت تلك الدولة عن أبسط محددات وقواسم العمل المشترك..
بسطت وزارة الخارجية الأسباب المؤدية لذلك القرار في بيان ضاف.. لم يبق غليلا لمتعطش إلى التبريرات..
لكن القوم جبلوا على الكذب.. وراحوا يتحدثون عن نقص في استقلالية القرار الموريتاني.
موريتانيا ـ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأنتم تعلمون لكن تتجاهلون رفضت كل الضغوط لقطع العلاقات مع سوريا.. وما زال العلم السوري يرفرف فوق سفارة دمشق في نواكشوط..
وآخر مسؤول عربي رفيع يزور دمشق هو الوزير الأول الموريتاني السايق الدكتور مولاي ولد محمد لغظف عام 2011.
موريتانيا ـ عزيز لم تقبل أن تنجرف في الحرب الليبية، ولم تقبل الانضمام إلى حلف مشعلي الحرائق هناك.. وعلى رأسهم دولة قطر، بل بقيت في مكانها الطبيعي وسيطا محترما بين الأطراف حتى آخر لحظة..
موريتانيا ـ عزيز رفضت أن تتورط في حرب مالي القريبة.. حين زعمت المعارضة أنها قبضت الثمن..
موريتانيا رفضت أن تزج بأبنائها في مستنقع اليمن.. وقد زعمت المعارضة أنها قبضت الثمن..
موريتانيا قطعت العلاقات مع إسرائيل نهارا جهارا.. وقد زعمت المعارضة المغرضة حينها أن ذلك لعبة..
موريتانيا أكبر من أن توجه في قرارها السيادي من طرف زيد أو عمرو..
لكن في المقابل ماذا فعلت قطر لكي تقطع العلاقات معها؟
لنعد إلى بيان وزارة الخارجية الموريتانية، فقد جاء فيه أن قطر “تمادت في سياسة دعم التنظيمات الإرهابية وترويج الأفكار المتطرفة.
وأضاف البيان أن موريتانيا أكدت في كل المناسبات التزامها القوي بالدفاع عن المصالح العربية العليا، وتمسكها الثابت بمبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، وسعيها الدؤوب لتوطيد الأمن والاستقرار في وطننا العربي والعالم.
وتابعت الخارجية إن مواقف بلادنا “عكست دوما قناعتها الراسخة بضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين الأشقاء، والتصدي لكل ما من شأنه تهديد الأمن والاستقرار في وطننا العربي”، إلا أن دولة قطر “دأبت على العمل على تقويض هذه المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك”.
الأفعال القطرية المجرمة بنص البيان هي: دعم التنظيمات الإرهابية، وترويج الأفكار المتطرفة، والعمل على نشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية”، الأمر الذي نتج عنه “مآسي إنسانية كبيرة في تلك البلدان وفي أوروبا وعبر العالم؛ كما أدى إلى تفكيك مؤسسات دول شقيقة وتدمير بناها التحتية”.
لنشرح قليلا.. رغم أن توضيح الواضح يزيده إشكالا:
لقد جيشت قطر عبر السنوات الماضية عملاءها ودعاة فتنتها برا وبحرا لإشعال حريق يأتي على الأخضر واليابس في كامل المنطقة العربية..
خذ ليبيا ومصر وسوريا واليمن.. والبقية تترك لعقلك أيها القارئ الكريم.
وجندت آلتها التضليلية المتمثلة في قنوات الجزيرة.. واستعانت بآلاف شهود العيان الوهميين..
قريبا من موريتانيا دست قطر أنفها في الحرب المالية وكانت الأموال القطرية جاهزة عند إشارة الإرهابيين.
لقد كانت الجزيرة آلة التزييف تحد لسانها على كل الدول العربية بما فيها بلادنا التي يشهد العالم كله على رقي ديمقراطيتها ونضج إعلامها بدليل احتلالها المرتبة الأولى في حرية الإعلام عربيا وإفريقيا لخمسة أعوام متتالية.
الجزيرة هذه السليطة حين يتعلق الأمر باآخرين صماء بكماء حين يتعلق الأمر بتعفن المشهد السياسي القطري ودكتاتورية العائلة الحاكمة هناك.. ومظالم آل مرة..
لكن أصواتا مبحوحة معزولة تسترزق بالمال الحرام القطري تأبى إلا أن تصور الأبيض أسود.. والأسود أبيضا..
ومن الأجدى لهؤلاء المصابين بعمي الألوان التوجه إلى المستشفيات بدل احتلال المنابر لتقديم تحليلات ضلت طريقها عن مستشفى المجانين؛ حيث مكانها الطبيعي.
بقلم/ الداه صهيب