رغم أنني متأكد أن عصابة ولد عبد العزيز الغبية و المتورطة في شتى ملفات الفضائح على الصعيدين المحلي و الدولي ، لم تعد قادرة على اتخاذ موقف مستقل نتيجة ارتهانها لهذا الإرث الفضائحي المتشعب..
و رغم أنني أعي جيدا اعتمادها على بيع المواقف لمن يدفع أكثر بغض النظر عن مصلحة البلد و سمعته و مقدساته..
و رغم أنني متأكد أن قطر لا تحتاج اليوم غير أن تدفع للعصابة نصف ما دفعته السعودية، لا لتعيد العلاقات مع الدوحة فحسب و إنما لتقطع علاقاتها مع الرياض و أبو ظبي و القاهرة (…) ..
إلا أنني أستغرب كيف ستواجه عصابة الفضائح الموريتانية ملفات جرائمها المحلية و الدولية بعد إعلانها الحرب على بلد تحكم في تطويع الإعلام حتى أصبحت الحقيقة هي ما يريده و يقوله..!
على من يهللون اليوم لبطولة ولد عبد العزيز بقطع علاقات موريتانيا مع بلد عربي في قضية لا تعنينا في شيء ، بين دول عربية كان واجبنا يقتضي أن نسعى إلى تصالحها لا إلى صب زيت القطيعة على نيرانها من دون لا حتى أن تدرك العصابة الأسباب الحقيقية لقطع هذه الدول لعلاقاتها مع قطر ، غير ما يتناوله الإعلام المنحاز من الجانبين ، من أمور لا علاقتها لها بالحقيقة، أن يستعدوا لحرب إعلامية يدركون جيدا أنهم أصغر منها بكثير .. أصغر منها إعلاميا و ثقافيا و سياسيا و أصغر منها أيضا و أيضا في إعداد الملفات و جمع المعلومات ..
ماذا سيضر قطر في قطع موريتانيا علاقاتها معها ؟
و ماذا لو استعادت قطر غدا علاقاتها مع دول الخليج و مصر؟
إن قطع هذه العصابة لعلاقاتها مع قطر لا يعني موريتانيا في شيء و لا يعبر إلا عن ارتزاقها و خفتها و جهلها ؛ فبعد ما باعت كل شيء في البلد من حديد و ذهب و نحاس و سمك و مدارس و ساحات عمومية ، تبدأ الآن في بيع سمعة البلد و مواقفه بثمن رخص و من دون تمرير مثل هذه المواقف الخطيرة على البرلمان و لا على الشعب كما لو كان البلد قطيعا من خرفان في عزبتهم !؟
ربما كان المصفقون لعزيز يجهلون أن أكثر من تحتقره السعودية و الإمارات على وجه الأرض هو ولد عبد العزيز و عصابته: يحتقرونه على ابتزازه لهم بالعلاقات مع إيران .. يحتقرونه على عجزه عن تنفيذ وعده بالمشاركة في حرب اليمن .. يحتقرونه على أسلوبه المباشر في بيع مواقفه .. و يحتقرونه أكثر و أكثر على خفته و صغر طموحه ..
كان على ولد عبد العزيز أن يتذكر جرائمه وهو يقطع العلاقات مع أعتى قوة إعلامية في العالم ..
كان علي من أخرجه الجهل و التخبط و الارتزاق من كل التكتلات السياسية الدولية و الإقليمية ، أن يتذكر أن الزوبعة الإعلامية القطرية قادرة على اقتلاعه في أي لحظة ..
إن من يرفضون قطع العلاقات مع قطر من أبناء شعبنا يتبنون موقف كل الدول العربية (المغرب، الجزائر، الأردن، السودان، لبنان، تونس…) و هذا يكفيهم شرفا ، أما من يؤيدون هذه الجريمة فلا نفهم من مبرراتهم سوى أن العصابة المختطفة لموريتانيا لا تقيم أي وزن لعروبتها و لا إسلامها و لا تؤمن بغير ما يمكن أن تستفيده من أي جهة عربية.
على قطر، بغض النظر عن مواقفنا من صراعها مع جيرانها، أن تفهم أن ولد عبد العزيز لا يمثل موريتانيا و مواقفه لا تخص الشعب الموريتاني .. و عليها و هذا هو الأهم أن تتذكر أخطاءها في حق الشعب
الموريتاني حين كانت سندا لهذه العصابة المختطفة لبلدنا العربي ، المسلم ، بتمويلاتها و تغطيتها على أخطائه ؛ للتذكير فقط.
أقولها و أنا متأكد أنه سيأتي يوم قريب نذكر فيه السعودية و الإمارات بنفس الأخطاء في حق شعبنا ، في حالات مماثلة بالضبط.
بقلم/ سيدي علي بلعمش