يعد وجود مراهق في المنزل بالنسبة لأغلب الآباء كابوساً.
لكن ماذا لو كان ابنك المراهق هو رئيسك في العمل؟
تعرّف على آلي كيتيناس، والتي تعد أصغر مديرة تنفيذية في أستراليا، وقد بدأت آلي أعمالها في عمر 11 عاما، وقد أصبح عمرها الآن 16 عاماً، وهي المديرة التنفيذية للشركة التي قامت بتأسيسها بنفسها. إنها حقاً النسخة الواقعية من مسلسل “دوغي هاوزر” الأمريكي في عالم الأعمال.
أما مجال أعمال الشركة “فريدوم سكرب” فهو بيع مستحضرات تنظيف الجسم الطبيعية ومساعدة الفقراء وضحايا الحرب من الأطفال في رواندا وحتى كولكاتا.
لكن وحتى الآن لا يعد ذلك الجزء الغريب من الأمر، فالجزء الذي يثير العجب هو أن آلي هي مديرة والدتها في العمل، حيث قامت الفتاة المراهقة بتوظيف والدتها “لين” للاهتمام بمراجعة الأداء، وقد طالبت الوالدة ابنتها مؤخراً بزيادة في الراتب، وقد أكدت آلي حدوث ذلك بقولها: “نعم، لقد فعلت!”.
وبالسؤال عما إذا كان الأمر قد نجح، أجابت آلي: “أنا أدفع لها راتباً بالفعل، أنا مديرة جيدة، وأتأكد من أنها تحصل على ما يكفي من النقود لإطعام العائلة”. وتصف المراهقة التي تعيش في مدينة سيدني علاقتها بوالدتها على أنها “رائعة”، خاصة حين يتعلق الأمر بمراجعة الأداء.
حيث قالت: “أجل، أعني أنها بارعة في وضع التقارير، لدينا جلسات شهرية حيث نجلس ونناقش ما حدث خلال الشهور القليلة الماضية، ما الذي فعلناه بشكل منفصل وما نحن بحاجة للعمل عليه في الشهر المقبل، لذا هناك نوع من المراجعة هنا”.
والجزء الأكثر إثارة هو أنه وبينما آلي هي المديرة -بعد المدرسة- في العمل، فإن أمها هي المسؤولة لبقية اليوم. فهل هناك أي أثر لهذا الأمر؟ كانت إجابة الفتاة: “نعم، هناك بعض اللحظات التي نضحك عليها، حيث نجد الأمر مضحكاً في تبادل الأدوار، لكن أحاول ألا أجعل الأمر صعباً عليها كابنتها حتى لا تواجه صعوبة بكونها موظفة”.
لكن قصة العائلة غريبة بدرجة تتجاوز هذا الأمر أيضاً، حيث أن “لين” نفسها كانت تعيش في الشوارع في عمر 14 سنة بعد أن هربت من منزل والديها، وعملت في مغسلة ملابس حتى تتمكن من غسل وتجفيف ملابس المدرسة كل يوم، ثم انتقلت لعمل آخر في مجال البيع بالتجزئة لدعم نفسها أثناء الدراسة.
الآن، تتجول هي وابنتها برفقة ريتشارد برانسون رجل الأعمال البريطاني الشهير ومؤسس مجموعة شركات “فيرجن غروب”، حيث عادتا منذ فترة قصيرة من مقره في جزر فيرجن حيث تم اختيار آلي لبرنامج مراقبة لرياديي أعمال آخرين.
وهناك شاركت آلي في سباق قوارب مع ريتشارد برانسون. لكن ماذا قال لها؟.
أجابت آلي: “سألني كم عمري وكان وقتها 15 عاماً، فقال قد أدفعك عن متن هذا القارب قبل أن تؤسسي شركة خطوط طيران”.
لكن في الوقت ذاته قد تعود آلي إلى الشوارع، حيث وفي الأسبوع المقبل سوف تشارك في برنامج الإقامة الخارجي للمدراء التنفيذيين في فينيس، وذلك بهدف جمع التبرعات لمحاربة التشرد والفقر.
وقال المدير التنفيذي لــ”فينيس” جاك دي غروت: “آلي هي أصغر مديرة تنفيذية، وهي أصغر من شارك حتى الآن في برنامج الإقامة الخارجي ويحتمل أن تكون الأصغر في أستراليا كلها”.
وبعد أن تنتهي آلي من جمع ثروتها، سوف تعمل على تحويل الاهتمام بها إلى شهرة، حيث تسعى من خلال أعمالها لدعم نفسها لتصبح ممثلة في لوس أنجلوس، فقالت بأن حلمها هو أن تعيش في الولايات المتحدة. وأوضحت: “ما زلت أريد التمثيل، تركيزي تغير كثيراً لأنني وقعت في الغرام مع العمل، الآن هما متساويان وأحب الأمرين معاً”.