ينتمي الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي إلى القرن الثالث عشر، ويعرفه الكثير من الأمريكيين، حتى يُقال إن قصائده تعد من الأكثر مبيعا في أمريكا، كما ويُعتقد أن اسم “Sir” – السيد، قد يكون مستوحى ولو على الأقل جزئياً من واحدة من قصائده.
واحتفظت كتابات الرومي بالحيوية، بغض النظر عن عدد المرات التي استخدمها المغردون على تويتر والإنستغرام، أو عن غنائها كجزء من أغاني البوب.
وقد أثار الشاعر المسلم جلال الدين الرومي عالمَ مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات بالاقتباسات التي يأخذها مستخدمو تلك المواقع من كتبه المميزة، حتى أن الفنانة الأمريكية بيونسيه أطلقت اسمه على أحد أبنائها.
وكانت نجمة البوب نشرت صورا لتوأمها “السير كارتر ورومي” على موقع إنستغرام؛ ما أثار طفرة في عمليات البحث على الإنترنت.
ومع تحول الأعمال الفنية للرومي إلى نصوص أغان وأناشيد وغيرهما من المسرحيات والعروض، وصل الرومي لتصدر قائمة أكثر الأئمة المسلمين إلهاماً في الحب. حيث أكثر الشاعر في قصائده من الحديث عن الحب العميق واللامحدود والشمولية والثروة التي تأتي من السعي الروحي.
وقال جويد مجددي، أحد علماء جامعة روتجرز الصوفية، لمجلة نيويوركر: “قصائد جلال الدين الرومي التي أحبها الناس كانت جميلة جداً باللغة الإنجليزية، والسعر الذي يجب أن تدفعه هو فصلها عن الدين والثقافة”.
من جانبها قالت فاطمة خشافارز، أستاذة الدراسات الفارسية بجامعة ميريلاند في برنامج إذاعي حول إرث الشاعر القديم الدائم، وأوضحت أن “جلال الدين الرومي كان غارقاً في الإسلام”.
ويُنظر إلى تسليط النجمة بيونسيه الضوء على هذا الاسم من زاوية أنه سيجلب المزيد من الوعي بكتابات جلال الدين الرومي الرائعة.
وأصبح الرومي شاعراً في أواخر الثلاثينيات من عمره تحت تأثير علاقة مكثفة مع معلمه “الحبيب”، وفي نهاية المطاف أصبح ملهمه في حين أن اللاهوتي الصوفي شمس التبريزي، هو الذي ألهمه أيضاً لممارسة التأمل في رقص الدوامة، كما كتب كاتب السيرة براد غوش.
وولد عام 1207 في ما يعرف الآن بأفغانستان، وعاش كلاجئ لفترة طويلة من شبابه حيث فرّ من حملات جنكيز خان العنيفة .
درس الإسلام وأصبح إمام مسجد في مدينة حلب، وأمضى القسم الأكبر من سنواته الأخيرة في جونية، في ما تعرف الآن بتركيا، حيث كان يدير معهدا لاهوتيا.
وتجاوزت اهتماماته الطائفة الصوفية، إذ كانت لجلال الدين الرومي اهتمامات بالموسيقى وعروض رقص الدوامة، واجتذبت شخصيته -التي كانت جزءاً من خدماته التعبدية- الملوك والمعجبين من الديانتين اليهودية والمسيحية.