بالرغم من أن استفتاء التعديلات الدستورية كان من اللحظة الأولى أساسيا و مهما للرئيس محمد ولد عبد العزيز و بعض المحيطين من الدائرة السياسية ، و لكن الواقع يقول أن ثمة بعض الذين فشلوا فشلا كبيرا على مستوى مقاطعة السبخة بالذات في الوقوف إلى جانب الرئيس أثناء عملية الاستفتاء هذه ، و التي كانت محورية في المرحلة القادمة و هو المشروع الذي أطلق عليه الرئيس موريتانيا الجديدة ، و التي وقفت العثرة التي مثلتها مقاطعة السبخة 58% لصالح "لا" مشكلا حقيقيا إمام قياس الشعبية الحقيقية للرئيس و لد عبد العزيز ، و قد رصدنا عدة مؤشرات كان لها كبير تأثير في فشل الاستفتاء على مستوى المقاطعة .
1 فشل الحزب الاتحاد من اجل الجمهورية
لم يستطع حزب الاتحاد من اجل الجمهورية أن يكون داعما من اجل التعديلات حيث فشل في أن يحد من النزاعات الداخلية و امتصاص الغضب الذي عبر عنه العديد من مناضلي الحزب بسبب الفشل الكبير لبعض أعضاء الحزب على مستوى السبخة و الذين لم يكن لهم أي تأثير في عملية رص الصفوف للمرحلة القادمة ، و هو ما تحمل مسؤوليته كاملة للحزب الذي من المفروض أن يكون الداعم الأول للرئيس في كل مشاريعه و توجهاته .
2 نزاع بين الساسة و الجماهير في مقاطعة السبخة
كانت السبخة قبل الإعلان توجيه الاستفتاء إلى الشعب تعيش على وقع خلاف كبير العديد من السياسيين و انقساما في الطيف المنشط لها و لكن بالرغم من ذلك لم تستطع المجموعة التي تم البعث بها إلى السبخة من اجل تسوية الخلاف القضاء على الخلاف البادي للعيان بين رؤساء الوحدات و غيرهم حيث لم تعمل على استرضاء الجميع، و إنما جعلت يدها في بعض دعاة التفرقة على حساب مناضلين حقيقيين إذ أظهرت متابعتنا القريبة أن اغلب الذين اعتمدت عليهم التنسيقية كانوا من حركة أفلام و هو ما يعني سوء التنسيق بينها و المناضلين الحقيقيين الداعمين لمشروع الرئيس . و هو ما جعل المجموعة المبتعثة تزيد من الخلاف لا غير إن دورها بقي في معمان أزمة لم تستطع الحد منها .
3 مستشار من الحزب مساند للا ويعبئ لها
ما فاجأ الجميع أن احد مستشاري حزب الاتحاد من اجل الجمهورية كان رافضا للتعديلات ، وقد رفعت الى الحزب شكوى بشأنه و لكن الحزب قرر البقاء صامتا و لم يعلق على الموضوع ولو مجرد تعليق بسيط و هو ما دفع به الى الاستمرار في العمل على إفشال التعديلات الدستورية ، و مواصلة حملته الداعمة للتصويت بلا .
4 الاعتماد على مسؤولين بلا وزن
في السبخة يتم الاعتماد على عدة مسؤولين و لكن الحقيقية تقول إن هؤلاء المسؤولين و الذين من بيمهم وزيرين و نائب رئيس الحزب و لكنهم في الحقيقة بلا وزن سياسي أو معنوي في المقاطعة ، و هو ما يجعل الاعتماد عليهم عملية غير منطقية و لا واقية ، بل تدخل في إطار التلاعب بالحقيقية التي تقول إن هؤلاء لا وزن لهم في الحقيقية على الساحة السياسة في السبة و هم مجرد صفر في معادلة لا مكان لهم فيها .
5 اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات كانت عامل فشل و ليس نجاح
مثل الوقوف على عشرات العمليات المشينة التي يقوم بها العمال في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أزمة حقيقية ، حيث تم العثور على عدة خروقات من اللجنة التي كان من المفروض أن دورها هو مراقبة الخروقات ، إذ تم العثور على سيدة من اللجنة المستقلة للانتخابات و هي تقوم بحملة للتصويت بلا ، كما أن رئيس المكتب رقم 35 في مدرسة صالح قد عمل جاهدا من اجل إعاقة العملية حيث منع الناس من التصويت دون سبب ، هذا مع العديد من العمليات الأخرى التي تورطت فيها للجنة على مستوى السبخة .
هذه المؤشرات و معها كثير كانت سببا مباشرا في خسارة الرئيس لمقاطعة السبخة كما أنها كانت أيضا سببا في هذه النتيجة الكارثية و التي اعتبرت تعبيرا عن آراء أهل السبخة الذين لم يجدوا في الحقيقة من يوصل إليهم رسالة الرئيس.