مافيات " شبيكو" هي عبارة عن مجموعة من ملاك رؤوس الأموال يستهدفون أبناء الأثرياء والتجار والساسة وضباط المؤسسات العسكرية، يسعى بعضهم للثراء السريع، فيما لدى بعضهم أجندات إما سياسية أو مرتبطة بجهات خارجية.
بعد تحديد الهدف، تقوم المافيا بإجراء دراسة تامة له، تحدد من خلالها نقاط ضعفه ومراكز التأثير عليه، ومن خلالها تقوم باستهدافه لتكبيله بالديون التي تتضاعف مع مرور الوقت، ليصبح إما عبدا مملوكا لها تستغله حسب حاجتها أو تفلس ذويه من خلال تهديدهم بسجنه، وفي أحسن الأحوال تدفعه إلى الهرب هذا بالنسبة إلى التجار وأبناء الأثرياء، أما بالنسبة للساسة وضباط المؤسسة العسكرية فيدفعونهم إلى اتخاذ مواقف سياسية معينة أو الحصول على معلومات كان يفترض أن تبقى قيد الكتمان..
أمثلة من الواقع (ولد علوش)
منذ أيام جرى الحديث – حسب وسائل إعلام محلية- أن شابا يدعى " ولد علوش" أقدم على الاحتيال على بعض رؤوس تلك المافيات، وفر بما يربو على المليار أوقية تاركا وراءه فوضى عارمة تسببت لأسرته بالكثير من الإزعاج والحرج رغم عدم مسؤوليتها عن تصرف شخص بالغ تعامل مع بالغين مثله، وبالنظر إلى طبيعة المعاملات – ودائما حسب وكالات محلية- تبين أن غالبيتها يدخل ضمن ما يسمى عرفا "شبيكو" ويعرف شرعا بربا النسيئة.
وكانت مصادر صحفية قد نشرت منذ فترة خبرا عن بيع بورصة (ولد علوش) لسيارات فارهة بأسعار مغرية تيمنا بالشيخ الرضا الذي يشتري بالدين هو الآخر منازل فخمة وسيارات فارهة ويبيعها بأقل من أنصاف أسعارها، وطبعا دون أن تكلف السلطات نفسها عناء التحقيق في الموضوع، ولو كانت فعلت لما وصل الأمر إلى هذا الحد..
مناشدة لرئيس الجمهورية بالتدخل
مافيات "شبيكو" التي تضاعف نفوذها خلال الفترة الأخير لدرجة إقالتها – حسب البعض- لقاض أصدر حكما بسجن الدائن والمستدين بالشيكات، باتت تملك قوة ونفوذا تعمل من خلالهما على ضرب الاقتصاد الوطني من ناحية والأمن والسلم الأهلي من ناحية أخرى ناهيك عن الحرمة الشرعية والفساد الأخلاقي والمالي، إذ تضم من بين من تضم من رؤوسها وضحاياها – حسب البعض- ضباطا من المؤسسة العسكرية ونافذين في الدولة.
هذه القوة الآخذة في التفاقم أصبحت تحول بين القضاة وبعض الناشطين وبين محاربة الظاهرة، مما بات يستدعي التدخل المباشر لرئيس الجمهورية من خلال تشكيل لجنة تحقيق معمق حول تلك الظاهرة المرعبة لوقفها عند حدها قبل أن تتسبب فيما لا تحمد عقباه.
أتلانتيك ميديا