ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻘﻴﻪ، ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻟﻪ، ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ! ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﺍﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻛﺸﻚ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ، ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺤﻲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻃﺎﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺃﺧﺮ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﻄﻴَﺒﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻰ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺳُﺠﻮﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﻳﻊ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺬﺏ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻋُﺬﺏ ﻫﻮ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧًﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻭ ﻃﻠﺐ ﻟﺠﻮﺀ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﺍﻟﻚ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮﻩ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ .
ﻟﻢ ﺃﺻَﺎﺩﻑ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳَﻜﺮﻩ ﻫَﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﻳﺸّﺘﻜﻲ ﻣﻨﻪ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏَﺎﻳﺔ ﻻﺗُﺪﺭﻙ، ﻭﻻﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺃﻥ ﻫَﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳَﻤﻀﻲ ﻛُﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻳﻠﻘﺐ ( ﺑﻜﺸﻚ ) ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻛﺸﻚ، ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻻﻗﻞ ﺣﻈﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﺷﺮﻃﺘﻪ ﺗﻌﺪ ﺟﺰﺀﺍ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻻﺟﺮﺓ ( ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ ) ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ .
ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻲ، ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎﺭ ( ﺑﻮﺏ ) ، ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺤﻴﻰ، ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ( ﺁﺏ ) ، ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻮﺏ، ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻄﻒ ﺑﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﺒﻜﺮ، ﻭﻟﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1960 ﻡ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻓﻲ ﻣﺤﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ .
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻋﺎﻡ 1978 ﻡ، ﻓﺎﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺩﺭﺱ ﻓﻴﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺸﻴﻮﺥ ﻛﺒﺎﺭﻓﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﻭﻣﻌﺎﺭﻑ،ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻐﻠﻮﺍ ﻏﻠﻴﺎﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﺴﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ . ﻓﺒﺪﺃ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻳﻌﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ، ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻃﻲ ﻟﻪ ﺑﻘﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻴﺔ ﻭﺷﻌﺮ ﺑﺈﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺒﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ، ﺛﻢ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ، ﻭﺗﻮﻃﺪﺕ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭﺑﻌﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻃﻼﺑﻬﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻧﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻓﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ...
ﺍﻋﺘﻨﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﻮﻋﻴﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻓﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﻢ ﻭﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺳﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ " ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﺔ " ﻭﻋﺒﺮ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻭﻛﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻧﺒﺮﺍﺕ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻏﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺸﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻫﻤﻠﻬﻢ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ .
ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﻮﻋﻴﺘﻬﻦ ﻭﻧﻔَّﺮ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭﻫﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺟﻬﻠﻬﻦ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺃﻭ ﺗﺮﻛﻬﻦ ﻧﻬﺒﺔ ﻟﻠﺬﺋﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ ﻭﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ : ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻘﻮﻻ ﻣﻨﻜﻮﺳﺔ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺪﺭﻭﺱ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﺃﻳﻦ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻭﻻﻣﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺗﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺮﻭﺝ ﻭﻻ ﻭﻟﻮﺝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺯ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﻌﻠﻤﻦ ﻭﺃﻃﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻏﻴﺾ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻧﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﻠﻤﻪ