في حادثة عادية إلى درجة أنها لم تعد في المجتمعات الغير متقدمة
تحظى بأدنى مستوى من لفت الانتباه أحرى أن يحول حولها كل هذا اللقط
الذي حظيت بها الأغنية التي أنتجها حمزة براون وليلى مولاي
والتي حاولا فيها الشابان إرسال رسالة اقل ما يقال عنها أنها تندرج في إطار
سلسلة الخطوات التي تقوم بها المرأة الموريتانية تعبيرا عن رغبتها في كسر الأغلال المقيدة التي طال عليها الزمن كتب في حينها ودفاعا عن العمل الفني
كتب الرفيق والأستاذ الشيخ ولد نوح مقال سنة 2013
تحت عنوان “لأنك سمراء فنحن صامتون”
حول اللقط الذي حام حول الأغنية التي أدياها الفريق الثنائي
وجاد الرفيق في الموضوع إلا انه من زاوية المقارنة بين المرأة البيظانية والزنجية
وتغافل المجتمع عن عادات وقيم مجتمع الزنوج الذين لا يرون في تغطية المرأة لرأس جزأ من الإسلام ولا التقاليد كما أنهم لا يرون في مواضع عدة من الجسم انه عورة كالسيقان واليدين إلى المناكب كل ذلك ليس ضمن المناطق التي يراها مجتمع البيظان
أنها مناطق حساسة ويجب تغطيتها وعاشوا على ذلك طيلة الفترات الماضية
جنبا إلى جنب مجتمع البيظان المحافظ الذي يحكمه قوانين رجال الدين للمحافظة على المجتمع “المسلم ” كما يرون مستثنين عادات المجتمعات الإفريقية الزنجية
ولم يتعرضوا لها ولو ولمرة واحدة في كل خطبهم وتآلفهم كما تساءل عن سر الصرخات والضجيج حول فيديو كليب تم تصوره على شاطئ المحيط ولم يحمل أي أفعال تخدش
من الحياء العام مقارنة مع ما يشاهد يوميا من طرف الإفريقيات وهو نفس السؤال الذي نطرحه اليوم وان كان من زاوية أخرى تتعلق هذه المرة بالمجتمع الحساني
بشقيه الحراطين والبيظان وهذه المرة يثار اللقط
حول أغنية جديدة لنفس الشاب حمزة وفتاة أخرى مريم منت الدرويش
مع أن المرأة الحرطانية “العبدة” التي عاشت في أسوأ ظروف حياتها
في العصر الذهبي لسيطرة الفقه والمدارس القرآنية على المجتمع عند ما كان لا تعليم
ولا نظام غير ما تصدره تلك المدارس وتحكمها في توجيه المناهج والمسلكيات وبضبط طريقة التعايش بين الأفراد وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة من دخول الحمام إلى دفن الميت مرورا بالأكل والشرب واللباس والنكاح إلى أخ …..
مع أنها استثنت من تشريعاتها المتشددة والتي لا ترى في المرأة حسب منطقهم الا كائن خلق للاستمتاع وعليه أن يبقى منذ ولادته حتى مماته بين البيت والقبر ولهم في ذلك نصوص من موروث الديني القديم “المرأة من بيتها إلى قبرها” إلا إذا كانت سمراء أو تنتمي لفئة العبيد والشرع والشارعهم يقولان انه ليس عليها من الواجبات
غير تغطية ما لا يتجاوز شبرين من جسمها انطلقا من الركبة وتنهي العورة عند الصرة
وما عدى ذلك من جسمها لا يعتبر مناطق حساسة يجب تغطيتها والسؤال المطروح لماذا الاستثناء كل من له بشرة سمراء ألا يعتبر جسده عورة ولا يستحق أن نغضب لله
على سفور الإماء أم أن والتشريعات السماوية لا دور لها من منطقهم
غير لي اذرعها لخدمة
مصالحهم أم انه لا أصل في التشريعات سماوية ما ينظم منهجية حياة الناس اليومية
وكيفية ارتداء اللباس ولم يزج بأنف في مواضيع تخص المجتمعات والثقافات المتعددة المناهج والخلفيات
مع أن لكل مجتمع تقاليد وقيم لا يمكن لها أن تحاصر من طرف الدين رغبتا في جناة النعيم
وها نحن بعد خمسة سنوات من لأنك سمراء ومن المفترض ان نفيق ونتجاوز الشكليات والتدخل في اليوميات من الأمور لنسقط من جديد … لأنها بيضاء نحن غاضبون
بقلـم ابوبكر ولد سيدي امبيريك