أكمل وضوءه على عجل، وعدل من هندامه وهو يسابق الوقت لحضور صلاة الجمعة في مسجد الحي، بمقاطعة عرفات جنوب شرقي العاصمة نواكشوط، لم يكن المحامي الذي يعمل كاتب ضبط في وزارة العدل، يدرك أن القدر ينتظره على ناصية الشارع، قادماً على متن سيارة مسرعة.
داخل سيارة من الموديل الجديد لتويوتا أفنسيس كان هنالك شابان، تتراوح أعمارهما ما بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين، أغرتهما خفة السيارة وسهولة قيادتها للإفراط في السرعة، وجد السائق الشاب نفسه في مواجهة سيارة أخرى مسرعة، انحرف بسرعة فصدم المحامي القادم من الجهة الأخرى.
كانت تلك هي الرواية التي سردها أخو الضحية لموفد “صحراء ميديا” إلى مستشفى الصداقة، حيث نقلت جثة الضحية وتمت معاينتها من طرف طبيب لإعداد تقرير.
يضيف الشاب وهو يعرفنا على نفسه: “أنا أخوه الأصغر، اسمه محمد محمود ولد المصطفى، كاتب ضبط في وزارة العدل، كان متوجهاً إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، فصدمته سيارة على متنها مراهقون”.
يضيف الأخ الأصغر مكملاً بقية تفاصيل المشهد: “عندما صدمته السيارة المسرعة، حملته حتى اصطدمت بدار أحد الجيران، وقد فارق الحياة على الفور في مكان الحادث، لم نجد الوقت لنقله إلى المستشفى”.
يقول أحد الشهود العيان التقى به موفدنا إن الضحية تعرض لنزيف حاد، فقد تسبب الحادث في بتر أحد أطرافه السفلية، ما أدى إلى وفاته بعد دقائق في موقع الحادث، وهو في أحضان والدته ووسط صيحات أفراد أسرته.
حضر أفراد من الشرطة إلى عين المكان، وتم اعتقال أحد الشابين، بينما فر الشاب الذي كان يتولى القيادة، وأكد الشهود العيان أن الشابان من سكان نفس الحي، بل إنهما من جيران الضحية.
وبعد أكثر من ساعتين على الحادث كان موفدنا واقفاً أمام مفوضية الشرطة بعرفات، حين قدم السائق الشاب وسلم نفسه للشرطة.
في غضون ذلك أكد مصدر أمني لموفد “صحراء ميديا” أن الشاب الذي كان يتولى قيادة السيارة أثناء الحادث اسمه “عمر”، ويبلغ من العمر 22 عاماً و”ليست بحوزته رخصة سياقة”.
وتكثر في الآونة الأخيرة حوادث السير التي يتورط فيها شبان ومراهقون، بل حتى في بعض الأحيان أطفال قصّر، وهي الحوادث التي تطوى دوماً بتفاهمات ودية.
ويتباهى العديد من المراهقين في شوارع نواكشوط بالإفراط في السرعة، وإظهار التحكم في السيارات من خلال القيام بحركات بهلوانية كثيراً ما تؤدي إلى حوادث مأساوية.