سامحنا بعد أن مرت 180 يوما على اختطافك وعلى سجنك دون أن نفعل شيئا يذكر..
سامحنا أيها السيناتور فنحن لا نعرف كيف نتضامن مع الصامدين، ولكننا نعرف جيدا كيف نقسو على المنهزمين، فلو أنك انهزمت خلال هذه المائة والثمانين يوما ولو لمرة واحدة، ولو أنه مرت بك لحظة ضعف في ساعة من ليل سجنك الطويل الذي كان مقداره 180 يوما فأعلنت توبتك من معارضة النظام، ولو أنك قبلت بأن تطلب حرية مؤقتة
استجابة لإغراءات النظام لسلقناك بألسنة حداد، ولملأنا صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي بسبك وبشتمك وبالقول بأنك لست إلا من بني غزية، وبأنه لا يعول على مثلك في النضال..
لو أنك توسلت ـ نثرا أو شعرا ـ للنظام ليخرجك من زنزانتك لشتمناك كثيرا، ولملأنا صفحاتنا بالتشهير بك، ولكن مشكلتك هي أنك صمدت في سجنك، ورفضت أن تتنازل لسجانك، ولم تقبل بأن تخرج من السجن مطأطئ الرأس كما يريد السجان، ولأنك صمدت في زنزانتك، ولأننا لا نعرف التضامن مع الصامدين، فكان هذا الجفاء منا، وكان هذا البخل في التضامن معك، حتى بأضعف أشكال التضامن، أي بالتدوين عنك..
سامحنا أيها السيناتور.. لقد أردناك مهزوما ذليلا مستسلما خائنا حتى نصب عليك جام غضبنا، ولكنك خيبت آمالنا بصمودك، بكبريائك، بتضحياتك، ونحن ـ وكما تعلم ـ لا نعرف كيف نؤازر صامدا ولا كيف نتضامن مع مظلوما، ولكننا نعرف جيدا كيف نشتم خائنا.
سامحنا فمنذ أن اختطفوك من منزلك ليلا من قبل 180 يوما، ونحن نفكر في التضامن معك، ولكننا، وإلى الآن، لم نفعل أي شيء تضامنا معك..
سامحنا يوم جاؤوا بك إلى المحكمة مقيدا بالسلاسل، انتقاما منك بعد أن قيدتهم بسلسة كان طولها "33 لا".. سامحنا فيومها لم نفعل أيضا أي شيء..
سامحنا يوم منعوا والدتك من الزيارة، وذلك على الرغم من حصولها على ترخيص، وعلى الرغم من بقائها أمام السجن، وتحت الشمس من العاشرة صباحا حتى الثالثة ظهرا.. سامحنا ففي ذلك اليوم لم نفعل أيضا أي شيء.
سامحنا أيها السيناتور، ولا تعول علينا، فنحن لا نعرف كيف نتضامن مع الصامدين، ولكننا نعرف كيف نشتم الخائنين.
سامحنا أيها السيناتور، ولا تعول على من هو خارج السجن، فمن هو خارج السجن يعول عليك أنت في سجنك..
نحن نعول عليك في سجنك..
نحن نعول عليك في صمودك..
نحن نريدك أن تحارب عنا من داخل سجنك كما حاربت عنا من خارجه..
نحن نريدك أن تهزم النظام من داخل زنزانتك كما هزمته ذات مرة أنت وزملاؤك الشيوخ من داخل مجلس الشيوخ..
إننا نعول عليك وأنت في السجن لتصنع لنا انتصاراتنا..رجاء فلا تخيب أملنا فيك.
بقلم/ محمد الأمين ولد الفاضل
حفظ الله موريتانيا..