قد بشر الله الصابرين بثلاث كل منها خير مما يتحاسد عليه أهل الدنيا، فقال - تعالى -: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" . صدق الله العظيم
ان الايمان بالقدر خيره و شره جعلني صبورا علي كل المحن مهما كانت قسوتها، رجاءا لرحمة الله عز وجل.
وظلت تلك هي حالتي منذ عقود، حتي ان البعض استغرب صبري و توكلي علي الخالق اللذان جنباني مواقف ضعف الايمان التي تدفع اصحابها الي الصراخ والبكاء والعياذ بالله عند المصائب.
الا انني شعرت عند ما بلغني نبأ وفاة الاخ الحميم و الصديق العزيز المرحوم والمغفور له ان شاء الله سيد آمين ولد احمد شلله، بالدموع تنهمر من عيني لأول مرة في حياتي.
حينها ادركت ان قيمة الرجال العظام لا تقاس بالمال و الجبروت وانما بالتواضع و الاخلاق الحميدة و الرفيعة التي يشهد بها الداني والقاصي لولد احمد شلله.
رجل يقدر ه الرسمي والغني والفقير و الامام و الفقيه و الابيض و الاسمر و الاسود والزنجي و الاعيان و المشاييخ و الكبار و الصغار و المعوزين و المتسولين
الكل فقد اليوم اخا وصديقا لم يستطع المال و لا المناصب ان تأثر علي علاقاته الحميمة مع الضعفاء و المحتاجين.
ولا انسي ذلك اليوم الذي امضي فيه اكثر من ساعة زمنية مع متسول امسك بثيابه.
فظل يستمع الي ما يسرد من هموم حتي انتهي. حينها استدعي المرحوم احد اعوانه و كلفه بمرافقتة المكفوف حتي تلبية حاجته وان يوافيه بالوقائع كلها في اسرع وقت.
صورة رائعة لولد احمد شلله تتكرر في كل زمان ومكان، رغم اختلاف المواقف و الانماط.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى.
محمودي ولد محمد ولد صيبوط