يعاني الكثيرون من الإفلاس عند اقتراب آخر الشهر أو ربما البعض قد يعلن إفلاسه منتصف الشهر أو قبل ذلك أحيانا.
هذا الأمر حدى باقتصاديين حول العالم الى اجراء العديد من البحوث لوضع خطة عامة يستفيد منها الموظفون عموما وذوو الدخل المحدود خصوصا، فكان الاتفاق على أن لهذه المشكلة أسبابا خمسة، تسهل معرفتها حل الكثير من القضايا المالية المتعلقة بالإسراف.
ويرى الباحثون أن معظم الذين يعانون من هذه الآفة، يفتقدون الى منظومة تحكم إدارتهم للحياة اليومية، ولا يولون أي أهمية لوضع دراسة مجدولة لمتطلباتهم اليومية، ما يعرضهم للأزمات المتلاحقة حتى الى الغرق في الديون وآخرون الى الملاحقة القانونية وغير ذلك.
لذا يؤكد الباحثون على أهمية وضع دراسة شهرية ثابتة للمصاريف وتعديلها وفقا لمتغيرات حياتهم للوقاية من الأزمات.
من جهة ثانية ينصح الباحثون هذه الفئة من الناس السيطرة على رغباتهم الجامحة في التسوق، خصوصا عند الإعلان عن التخفيضات المفاجئة، التي يسيل لها اللعاب، والبدء باتخاذ الاحتياطات والتشدد على عدم الانزلاق الى مشتريات لا حاجة لها سوى إرضاء لرغبة آنية فرضت نفسها على صاحبها وحولته الى ضحية.
وتتابع الدراسات نشر أبحاث هؤلاء الخبراء لتشير الى عامل رئيس أيضا ألا وهو "الطعام"
حيث ركزت الأبحاث على أن الشهية على الطعام تتطلب أناة ونظرة اقتصادية قائمة بذاتها كي لا تقود صاحبها الى الوقوع في المغريات اليومية، وتوقعه في مشكلة ذي شعبتين "مالية وصحية"
لذا تأتي النصيحة بالاعتياد على الطبخ في المنزل وعدم اعتماد الاختيارات الأخرى كالمطاعم والحفلات إلا عندما تضم العائلة مجتمعة في ظروف عائلية حميمة.
ولا تغفل الدراسات البطاقات البنكية، التي تعتبر المتهم الأول في إفلاس هؤلاء، إذ إنها جاهزة في أي لحظة للتكفل بتغطية ما شاؤوا من مصاريف، ولا يتنبهون الى خطورة ذلك الا عند فوات الأوان، لذلك يجب الأخذ بالاعتبار أن تكون هذه البطاقات تحت السيطرة وضمن الجدول والدراسة الشهرية الاقتصادية، للحد من خطر الوقوع فريسة الإفلاس.
وتقول الأبحاث إن هذه الأمور يمكن لأي شخص السيطرة عليها إلا واحدة فهي تتطلب إعادة تأهيل وتدريبات وحتى علاجات خاصة، وهي التبذير، فالتبذير معضلة تعود أسبابها الى التربية منذ الصغر، حيث ينشأ البعض في بيئة لا تولي أي اهتمام للمال بسبب اعتلالات نفسية عند الأهل أو المجتمع، أو بسبب الثراء الفاحش، الذي يجعل المال بدون أي قيمة، والحصول عليه سهل لدرجة لا تتطلب أي جهد بدني أو ذهني.
وتنصح الدراسات هؤلاء بالاستيقاظ مبكرا قبل أن يفوتهم القطار، والبدء بالتنبه الى الاتجاهات التي تهدر بها أموالهم، وفي ذلك قد يحلوا عقدا نفسية أو حتى مرضية لم يكونوا يعلموا أن التبذير كان سببها بشكل أو بآخر.